معنى كلمة كبر – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي
معنى كلمة كبر – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي
كبر: الْكَبِيرُ فِي صِفَةِ اللَّهِ تَعَالَى: الْعَظِيمُ الْجَلِيلُ، وَالْمُتَكَبِّرُ الَّذِي تَكَبَّرَ عَنْ ظُلْمِ عِبَادِهِ، وَالْكِبْرِيَاءُ عَظَمَةُ اللَّهِ، جَاءَتْ عَلَى فِعْلِيَاءَ; قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى الْمُتَكَبِّرُ وَالْكَبِيرُ أَيِ الْعَظِيمُ ذُو الْكِبْرِيَاءِ، وَقِيلَ: الْمُتَعَالِي عَنْ صِفَاتِ الْخَلْقِ، وَقِيلَ: الْمُتَكَبِّرُ عَلَى عُتَاةِ خَلْقِهِ، وَالتَّاءُ فِيهِ لِلتَّفَرُّدِ وَالتَّخَصُّصِ لَا تَاءُ التَّعَاطِي وَالتَّكَلُّفِ. وَالْكِبْرِيَاءُ: الْعَظَمَةُ وَالْمُلْكُ; وَقِيلَ: هِيَ عِبَارَةٌ عَنْ ڪَمَالِ الذَّاتِ وَكَمَالِ الْوُجُودِ وَلَا يُوصَفُ بِهَا إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهُمَا فِي الْحَدِيثِ، وَهُمَا مِنَ الْكِبْرِ، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ الْعَظَمَةُ. وَيُقَالُ: ڪَبُرَ بِالضَّمِّ يَكْبُرُ أَيْ عَظُمَ، فَهُوَ ڪَبِيرٌ. ابْنُ سِيدَهْ: الْكِبَرُ نَقِيضُ الصِّغَرِ، ڪَبُرَ ڪِبَرًا وَكُبْرًا فَهُوَ ڪَبِيرٌ وَكُبَارٌ وَكُبَّارٌ، بِالتَّشْدِيدِ إِذَا أَفْرَطَ، وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ، وَالْجَمْعُ ڪِبَارٌ وَكُبَّارُونَ. وَاسْتَعْمَلَ أَبُو حَنِيفَةَ الْكِبَرَ فِي الْبُسْرِ وَنَحْوِهِ مِنَ التَّمْرِ، وَيُقَالُ: عَلَاهُ الْمَكْبَرُ، وَالِاسْمُ الْكَبْرَةُ، بِالْفَتْحِ، وَكَبُرَ بِالضَّمِّ يَكْبُرُ أَيْ عَظُمَ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: قَاْلَ ڪَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ أَيْ أَعْلَمُهُمْ، لِأَنَّهُ ڪَانَ رَئِيسَهُمْ وَأَمَّا أَكْبَرُهُمْ فِي السِّنِّ فَرُوبِيلُ وَالرَّئِيسُ ڪَانَ شَمْعُونَ; وَقَالَ الْكِسَائِيُّ فِي رِوَايَتِهِ: ڪَبِيرُهُمْ يَهُوذَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ أَيْ مُعَلِّمُكُمْ وَرَئِيسُكُمْ. وَالصَّبِيُّ بِالْحِجَازِ إِذَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ مُعَلِّمِهِ قَالَ: جِئْتُ مِنْ عِنْدِ ڪَبِيرِي. وَاسْتَكْبَرَ الشَّيْءَ: رَآهُ ڪَبِيرًا وَعَظُمَ عِنْدَهُ; عَنِ ابْنِ جِنِّيٍّ. وَالْمَكْبُورَاءُ: الْكِبَارُ. وَيُقَالُ: سَادُوكَ ڪَابِرًا عَنْ ڪَابِرٍ أَيْ ڪَبِيرًا عَنْ ڪَبِيرٍ، وَوَرِثُوا الْمَجْدَ ڪَابِرًا عَنْ ڪَابِرٍ، وَأَكْبَرَ أَكْبَرَ. وَفِي حَدِيثِ الْأَقْرَعِ وَالْأَبْرَصِ. وَرِثْتُهُ ڪَابِرًا عَنْ ڪَابِرٍ أَيْ وَرِثْتُهُ عَنْ آبَائِي وَأَجْدَادِي ڪَبِيرًا عَنْ ڪَبِيرٍ فِي الْعِزِّ وَالشَّرَفِ. التَّهْذِيبُ: وَيُقَالُ: وَرِثُوا الْمَجْدَ ڪَابِرًا عَنْ ڪَابِرٍ أَيْ عَظِيمًا وَكَبِيرًا عَنْ ڪَبِيرٍ. وَأَكْبَرْتُ الشَّيْءَ أَيِ اسْتَعْظَمْتُهُ. اللَّيْثُ: الْمُلُوكُ الْأَكَابِرُ: جَمَاعَةُ الْأَكْبَرِ وَلَا تَجُوزُ النَّكِرَةُ فَلَا تَقُولُ مُلُوكٌ أَكَابِرُ وَلَا رِجَالٌ أَكَابِرُ لِأَنَّهُ لَيْسَ بِنَعْتٍ إِنَّمَا هُوَ تَعَجُّبٌ. وَكَبَّرَ الْأَمْرَ: جَعَلَهُ ڪَبِيرًا، وَاسْتَكْبَرَهُ: رَآهُ ڪَبِيرًا; وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ; فَأَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ يَقُولُونَ: أَعْظَمْنَهُ. وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّهُ قَالَ: أَكْبَرْنَهُ حِضْنَ وَلَيْسَ ذَلِكَ بِالْمَعْرُوفِ فِي اللُّغَةِ; وَأَنْشَدَ بَعْضُهُمْ:
نَأْتِي النِّسَاءَ عَلَى أَطْهَارِهِنَّ وَلَا نَأْتِي النِّسَاءَ إِذَا أَكْبَرْنَ إِكْبَارًا
قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَإِنْ صَحَّتْ هَذِهِ اللَّفْظَةُ فِي اللُّغَةِ بِمَعْنَى الْحَيْضِ فَلَهَا مَخْرَجٌ حَسَنٌ، وَذَلِكَ أَنَّ الْمَرْأَةَ أَوَّلَ مَا تَحِيضُ فَقَدْ خَرَجَتْ مِنْ حَدِّ الصِّغَرِ إِلَى حَدِّ الْكِبَرِ، فَقِيلَ لَهَا: أَكْبَرَتْ أَيْ حَاضَتْ فَدَخَلَتْ فِي حَدِّ الْكِبَرِ الْمُوجِبِ عَلَيْهَا الْأَمْرَ وَالنَّهْيَ. وَرُوِيَ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ أَنَّهُ قَالَ: سَأَلْتُ رَجُلًا مِنْ طَيِّءٍ فَقُلْتُ: يَا أَخَا طَيِّءٍ أَلَكَ زَوْجَةٌ؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ مَا تَزَوَّجْتُ وَقَدْ وُعِدْتُ فِي ابْنَةِ عَمٍّ لِي، فَقُلْتُ: وَمَا سِنُّهَا؟ قَالَ: قَدْ أَكْبَرَتْ أَوْ ڪَبِرَتْ، قُلْتُ: مَا أَكْبَرَتْ؟ قَالَ: حَاضَتْ. قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: فَلُغَةُ الطَّائِيِّ تُصَحِّحُ أَنَّ إِكْبَارَ الْمَرْأَةِ أَوَّلُ حَيْضِهَا إِلَّا أَنَّ هَاءَ الْكِنَايَةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: أَكْبَرْنَهُ تَنْفِي هَذَا الْمَعْنَى فَالصَّحِيحُ أَنَّهُنَّ لَمَّا رَأَيْنَ يُوسُفَ رَاعَهُنَّ جَمَالُهُ فَأَعْظَمْنَهُ. وَرَوَى الْأَزْهَرِيُّ بِسَنَدِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ قَالَ: حِضْنَ، قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: فَإِنْ صَحَّتِ الرِّوَايَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ سَلَّمَنَا لَهُ وَجَعَلْنَا الْهَاءَ فِي قَوْلِهِ أَكْبَرْنَهُ هَاءَ وَقْفَةٍ لَا هَاءَ ڪِنَايَةٍ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا أَرَادَ. وَاسْتِكْبَارُ الْكُفَّارِ: أَنْ لَا يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ; وَمِنْهُ قَوْلُهُ: إِنَّهُمْ ڪَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ وَهَذَا هُوَ الْكِبْرُ الَّذِي قَاْلَ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إِنَّ مَنْ ڪَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ ڪِبْرٍ لَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ، قَالَ: يَعْنِي بِهِ الشِّرْكَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ، لَا أَنْ يَتَكَبَّرَ الْإِنْسَانُ عَلَى مَخْلُوقٍ مِثْلِهِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ بِرَبِّهِ. وَالِاسْتِكْبَارُ: الِامْتِنَاعُ عَنْ قَبُولِ الْحَقِّ مُعَانَدَةً وَتَكَبُّرًا. ابْنُ بُزُرْجٍ: يُقَالُ هَذِهِ الْجَارِيَةُ مِنْ ڪُبْرَى بَنَاتِ فُلَانٍ وَمِنْ صُغْرَى بَنَاتِهِ، يُرِيدُونَ مِنْ صِغَارِ بَنَاتِهِ، وَيَقُولُونَ مِنْ وُسْطَى بَنَاتِ فُلَانٍ يُرِيدُونَ مِنْ أَوْسَاطِ بَنَاتِ فُلَانٍ، فَأَمَّا قَوْلُهُمْ: اللَّهُ أَكْبَرُ، فَإِنَّ بَعْضَهُمْ يَجْعَلُهُ بِمَعْنَى ڪَبِيرٍ، وَحَمَلَهُ سِيبَوَيْهِ عَلَى الْحَذْفِ أَيْ أَكْبَرُ مِنْ ڪُلِّ شَيْءٍ، ڪَمَا تَقُولُ: أَنْتَ أَفْضَلُ، تُرِيدُ: مِنْ غَيْرِكَ. وَكَبَّرَ: قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ. وَالتَّكْبِيرُ: التَّعْظِيمُ. وَفِي حَدِيثِ الْأَذَانِ: اللَّهُ أَكْبَرُ. التَّهْذِيبُ: وَأَمَّا قَوْلُ الْمُصَلِّي اللَّهُ أَكْبَرُ، وَكَذَلِكَ قَوْلُ الْمُؤَذِّنِ فَفِيهِ قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا أَنَّ مَعْنَاهُ اللَّهُ ڪَبِيرٌ فَوُضِعَ أَفْعَلُ مَوْضِعَ فَعِيلٍ ڪَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ; أَيْ هُوَ هَيِّنٌ عَلَيْهِ; وَمِثْلُهُ قَوْلُ مَعْنِ بْنِ أَوْسٍ:
لَعَمْرُكَ مَا أَدْرِي وَإِنِّي لَأَوْجَلُ
مَعْنَاهُ إِنِّي وَجِلٌ، وَالْقَوْلُ الْآخَرُ أَنَّ فِيهِ ضَمِيرًا، الْمَعْنَى اللَّهُ أَكْبَرُ ڪَبِيرٌ، وَكَذَلِكَ اللَّهُ الْأَعَزُّ أَيْ أَعَزُّ عَزِيزٍ; قَاْلَ الْفَرَزْدَقُ:
إِنَّ الَّذِي سَمَكَ السَّمَاءَ بَنَى لَنَا بَيْتًا دَعَائِمُهُ أَعَزُّ وَأَطْوَلُ
أَيْ عَزِيزَةٌ طَوِيلَةٌ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ اللَّهُ أَكْبَرُ مِنْ ڪُلِّ شَيْءٍ أَيْ أَعْظَمُ، فَحُذِفَ لِوُضُوحِ مَعْنَاهُ، وَأَكْبَرُ خَبَرٌ، وَالْأَخْبَارُ لَا يُنَكَّرُ حَذْفُهَا، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ اللَّهُ أَكْبَرُ مِنْ أَنْ يُعْرَفَ ڪُنْهُ ڪِبْرِيَائِهِ وَعَظَمَتِهِ، وَإِنَّمَا قُدِّرَ لَهُ ذَلِكَ وَأُوِّلَ لِأَنَّ أَفْعَلَ فِعْلٌ يَلْزَمُهُ الْأَلِفُ وَاللَّامُ أَوِ الْإِضَافَةُ ڪَالْأَكْبَرِ وَأَكْبَرِ الْقَوْمِ، وَالرَّاءُ فِي أَكْبَرِ فِي الْأَذَانِ وَالصَّلَاةِ سَاكِنَةٌ لَا تُضَمُّ لِلْوَقْفِ، فَإِذَا وُصِلَ بِكَلَامٍ ضُمَّ. وَفِي الْحَدِيثِ: ڪَانَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ ڪَبِيرًا، ڪَبِيرًا مَنْصُوبٌ بِإِضْمَارِ فِعْلٍ ڪَأَنَّهُ قَاْلَ أُكَبِّرُ ڪَبِيرًا، وَقِيلَ: هُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى الْقَطْعِ مِنَ اسْمِ اللَّهِ. وَرَوَى الْأَزْهَرِيُّ عَنِ ابْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يُصَلِّي قَالَ: فَكَبَّرَ وَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ ڪَبِيرًا، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ; قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: نُصِبَ ڪَبِيرًا؛ لِأَنَّهُ أَقَامَهُ مَقَامَ الْمَصْدَرِ؛ لِأَنَّ مَعْنَى قَوْلِهِ اللَّهُ أَكْبَرُ أُكَبِّرُ اللَّهَ ڪَبِيرًا بِمَعْنَى تَكْبِيرًا، يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ مَا رُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – ڪَانَ إِذَا قَامَ إِلَى صَلَاتِهِ مِنَ اللَّيْلِ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، اللَّهُ أَكْبَرُ ڪَبِيرًا، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَقَوْلُهُ ڪَبِيرًا بِمَعْنَى تَكْبِيرًا، فَأَقَامَ الِاسْمَ مَقَامَ الْمَصْدَرِ الْحَقِيقِيِّ، وَقَوْلُهُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ ڪَثِيرًا أَيْ أَحْمَدُ اللَّهَ حَمْدًا ڪَثِيرًا. وَالْكِبَرُ: فِي السِّنِّ; وَكَبِرَ الرَّجُلُ وَالدَّابَّةُ يَكْبَرُ ڪِبَرًا وَمَكْبِرًا، بِكَسْرِ الْبَاءِ، فَهُوَ ڪَبِيرٌ: طَعَنَ فِي السِّنِّ; وَقَدْ عَلَتْهُ ڪَبْرَةٌ وَمَكْبُرَةٌ وَمَكْبِرَةٌ وَمَكْبَرٌ، وَعَلَاهُ الْكِبَرُ إِذَا أَسَنَّ. وَالْكِبَرُ: مَصْدَرُ الْكَبِيرِ فِي السِّنِّ مِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ. وَيُقَالُ لِلسَّيْفِ وَالنَّصْلِ الْعَتِيقِ الَّذِي قَدُمَ: عَلَتْهُ ڪَبْرَةٌ; وَمِنْهُ قَوْلُهُ:
سَلَاجِمُ يَثْرِبَ اللَّاتِي عَلَتْهَا بِيَثْرِبَ ڪَبْرَةٌ بَعْدَ الْمُرُونِ
ابْنُ سِيدَهْ: وَيُقَالُ لِلنَّصْلِ الْعَتِيقِ الَّذِي قَدْ عَلَاهُ صَدَأٌ فَأَفْسَدَهُ: عَلَتْهُ ڪَبْرَةٌ. وَحَكَى ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: مَا ڪَبَرَنِي إِلَّا بِسَنَةٍ أَيْ مَا زَادَ عَلَيَّ إِلَّا ذَلِكَ. الْكِسَائِيُّ: هُوَ عِجْزَةُ وَلَدِ أَبَوَيْهِ آخِرُهُمْ وَكَذَلِكَ ڪِبْرَةُ وَلَدِ أَبَوَيْهِ أَيْ أَكْبَرُهُمْ. وَفِي الصِّحَاحِ: ڪِبْرَةُ وَلَدِ أَبَوَيْهِ إِذَا ڪَانَ آخِرُهُمْ، يَسْتَوِي مِنْهُ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ، وَالْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ، فَإِذَا ڪَانَ أَقْعَدَهُمْ فِي النَّسَبِ قِيلَ: هُوَ أَكْبَرُ قَوْمِهِ وَإِكْبِرَّةُ قَوْمِهِ، بِوَزْنِ إِفْعِلَّةٍ، وَالْمَرْأَةُ فِي ذَلِكَ ڪَالرَّجُلِ. قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: مَعْنَى قَوْلِ الْكِسَائِيِّ، وَكَذَلِكَ ڪِبْرَةُ وَلَدِ أَبَوَيْهِ لَيْسَ مَعْنَاهُ أَنَّهُ مِثْلُ عِجْزَةٍ أَيْ أَنَّهُ آخِرُهُمْ، وَلَكِنَّ مَعْنَاهُ أَنَّ لَفْظَهُ ڪَلَفْظِهِ، وَأَنَّهُ لِلْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ سَوَاءٌ، وَكِبْرَةٌ ضِدُّ عِجْزَةٍ؛ لِأَنَّ ڪِبْرَةً بِمَعْنَى الْأَكْبَرِ ڪَالصِّغْرَةِ بِمَعْنَى الْأَصْغَرِ فَافْهَمْ. وَرَوَى الْإِيَادِيُّ عَنْ شِمْرٍ قَالَ: هَذَا ڪِبْرَةُ وَلَدِ أَبَوَيْهِ لِلذَّكَرِ وَالْأُنْثَى، وَهُوَ آخِرُ وَلَدِ الرَّجُلِ، ثُمَّ قَالَ: ڪِبْرَةُ وَلَدِ أَبِيهِ بِمَعْنَى عِجْزَةٍ. وَفِي الْمُؤَلَّفِ لِلْكِسَائِيِّ: فُلَانٌ عِجْزَةُ وَلَدِ أَبِيهِ آخِرُهُمْ، وَكَذَلِكَ ڪِبْرَةُ وَلَدِ أَبِيهِ. قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: ذَهَبَ شِمْرٌ إِلَى أَنَّ ڪِبْرَةً مَعْنَاهُ عِجْزَةٌ وَإِنَّمَا جَعَلَهُ الْكِسَائِيُّ مِثْلَهُ فِي اللَّفْظِ لَا فِي الْمَعْنَى. أَبُو زَيْدٍ: يُقَالُ هُوَ صِغْرَةُ وَلَدِ أَبِيهِ وَكِبْرَتُهُمْ أَيْ أَكْبَرُهُمْ، وَفُلَانٌ ڪِبْرَةُ الْقَوْمِ وَصِغْرَةُ الْقَوْمِ إِذَا ڪَانَ أَصْغَرَهُمْ وَأَكْبَرَهُمْ. الصِّحَاحُ: وَقَوْلُهُمْ هُوَ ڪُبْرُ قَوْمِهِ، بِالضَّمِّ، أَيْ هُوَ أَقْعَدُهُمْ فِي النَّسَبِ. وَفِي الْحَدِيثِ: الْوَلَاءُ لِلْكُبْرِ، وَهُوَ أَنْ يَمُوتَ الرَّجُلُ وَيَتْرُكَ ابْنًا وَابْنَ ابْنٍ، فَالْوَلَاءُ لِلِابْنِ دُونَ ابْنِ الِابْنِ. وَقَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ فِي قَوْلِهِ الْوَلَاءُ لِلْكُبْرِ أَيْ أَكْبَرِ ذُرِّيَّةِ الرَّجُلِ مِثْلُ أَنْ يَمُوتَ عَنِ ابْنَيْنِ فَيَرِثَانِ الْوَلَاءَ، ثُمَّ يَمُوتَ أَحَدُ الِابْنَيْنِ عَنْ أَوْلَادٍ فَلَا يَرْثُونَ نَصِيبَ أَبِيهِمَا مِنَ الْوَلَاءِ، وَإِنَّمَا يَكُونُ لِعَمِّهِمْ وَهُوَ الِابْنُ الْآخَرُ. يُقَالُ: فُلَانٌ ڪُبْرُ قَوْمِهِ بِالضَّمِّ، إِذَا ڪَانَ أَقْعَدَهُمْ فِي النَّسَبِ، وَهُوَ أَنْ يَنْتَسِبَ إِلَى جَدِّهِ الْأَكْبَرِ بِآبَاءٍ أَقَلَّ عَدَدًا مِنْ بَاقِي عَشِيرَتِهِ. وَفِي حَدِيثِ الْعَبَّاسِ: إِنَّهُ ڪَانَ ڪُبْرَ قَوْمِهِ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ أَقْرَبُ مِنْهُ إِلَيْهِ فِي حَيَاتِهِ. وَفِي حَدِيثِ الْقَسَامَةِ: الْكُبْرَ الْكُبْرَ أَيْ لِيَبْدَإِ الْأَكْبَرُ بِالْكَلَامِ أَوْ قَدِّمُوا الْأَكْبَرَ إِرْشَادًا إِلَى الْأَدَبِ فِي تَقْدِيمِ الْأَسَنِّ، وَيُرْوَى: ڪَبِّرِ الْكُبْرَ أَيْ قَدِّمِ الْأَكْبَرَ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ رَجُلًا مَاتَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَارِثٌ فَقَالَ: ادْفَعُوا مَالَهُ إِلَى أَكْبَرِ خُزَاعَةَ أَيْ ڪَبِيرِهِمْ وَهُوَ أَقْرَبُهُمْ إِلَى الْجَدِّ الْأَعْلَى. وَفِي حَدِيثِ الدَّفْنِ: وَيُجْعَلُ الْأَكْبَرُ مِمَّا يَلِي الْقِبْلَةَ أَيِ الْأَفْضَلُ، فَإِنِ اسْتَوَوْا فَالْأَسَنُّ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ; وَهَدْمِهِ الْكَعْبَةَ: فَلَمَّا أَبْرَزَ عَنْ رَبَضِهِ دَعَا بِكُبْرِهِ فَنَظَرُوا إِلَيْهِ أَيْ بِمَشَايِخِهِ وَكُبَرَائِهِ، وَالْكُبْرُ هَاهُنَا: جَمْعُ الْأَكْبَرِ ڪَأَحْمَرَ وَحُمْرٍ. وَفُلَانٌ إِكْبِرَّةُ قَوْمِهِ، بِالْكَسْرِ وَالرَّاءِ مُشَدَّدَةً، أَيْ ڪُبْرُ قَوْمِهِ، وَيَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ. ابْنُ سِيدَهْ: وَكُبْرُ وَلَدِ الرَّجُلِ أَكْبَرُهُمْ مِنَ الذُّكُورِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: الْوَلَاءُ لِلْكُبْرِ. وَكِبْرَتُهُمُ وَإِكْبِرَّتُهُمْ: ڪَكُبْرِهِمْ. الْأَزْهَرِيُّ: وَيُقَالُ فُلَانٌ ڪُبُرُّ وَلَدِ أَبِيهِ وَكُبُرَّةُ وَلَدِ أَبِيهِ، الرَّاءُ مُشَدَّدَةٌ، هَكَذَا قَيَّدَهُ أَبُو الْهَيْثَمِ بِخَطِّهِ. وَكُبْرُ الْقَوْمِ وَإِكْبِرَّتُهُمْ: أَقْعَدُهُمْ بِالنَّسَبِ، وَالْمَرْأَةُ فِي ذَلِكَ ڪَالرَّجُلِ، وَقَالَ ڪُرَاعٌ: لَا يُوجَدُ فِي الْكَلَامِ عَلَى إِفْعِلٍّ إِكْبِرٌّ. وَكَبُرَ الْأَمْرُ ڪِبَرًا وَكَبَارَةً: عَظُمَ. وَكُلُّ مَا جَسُمَ فَقَدْ ڪَبُرَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: قُلْ ڪُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ; مَعْنَاهُ ڪُونُوا أَشَدَّ مَا يَكُونُ فِي أَنْفُسِكُمْ فَإِنِّي أُمِيتُكُمْ وَأُبْلِيكُمْ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِنْ ڪَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ يَعْنِي وَإِنْ ڪَانَ اتِّبَاعُ هَذِهِ الْقِبْلَةِ يَعْنِي قِبْلَةَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ إِلَّا فَعْلَةً ڪَبِيرَةً; الْمَعْنَى أَنَّهَا ڪَبِيرَةٌ عَلَى غَيْرِ الْمُخْلِصِينَ، فَأَمَّا مَنْ أَخْلَصَ فَلَيْسَتْ بِكَبِيرَةٍ عَلَيْهِ. التَّهْذِيبُ: إِذَا أَرَدْتَ عِظَمَ الشَّيْءِ قُلْتَ: ڪَبُرَ يَكْبُرُ ڪِبَرًا، ڪَمَا لَوْ قُلْتَ: عَظُمَ يَعْظُمُ عِظَمًا. وَتَقُولُ: ڪَبُرَ الْأَمْرُ يَكْبُرُ ڪَبَارَةً. وَكُبْرُ الشَّيْءِ أَيْضًا: مُعْظَمُهُ. ابْنُ سِيدَهْ: وَالْكِبْرُ مُعْظَمُ الشَّيْءِ، بِالْكَسْرِ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَالَّذِي تَوَلَّى ڪِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ; قَاْلَ ثَعْلَبٌ: يَعْنِي مُعْظَمَ الْإِفْكِ، قَاْلَ الْفَرَّاءُ: اجْتَمَعَ الْقُرَّاءُ عَلَى ڪَسْرِ الْكَافِ وَقَرَأَهَا حُمَيْدٌ الْأَعْرَجُ وَحْدَهُ ڪُبْرَهُ، وَهُوَ وَجْهٌ جَيِّدٌ فِي النَّحْوِ؛ لِأَنَّ الْعَرَبَ تَقُولُ: فُلَانٌ تَوَلَّى عُظْمَ الْأَمْرِ، يُرِيدُونَ أَكْثَرَهُ; وَقَالَ ابْنُ الْيَزِيدِيِّ: أَظُنُّهَا لُغَةً; قَاْلَ أَبُو مَنْصُورٍ: قَاسَ الْفَرَّاءُ الْكُبْرَ عَلَى الْعُظْمِ وَكَلَامُ الْعَرَبِ عَلَى غَيْرِهِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: ڪِبْرُ الشَّيْءِ مُعْظَمُهُ، بِالْكَسْرِ; وَأَنْشَدَ قَوْلَ قَيْسِ بْنِ الْخَطِيمِ:
تَنَامُ عَنْ ڪِبْرِ شَأْنِهَا، فَإِذَا قَامَتْ رُوَيْدًا، تَكَادُ تَنْغَرِفُ
وَوَرَدَ ذَلِكَ فِي حَدِيثِ الْإِفْكِ: وَهُوَ الَّذِي تَوَلَّى ڪِبْرَهُ أَيْ مُعْظَمَهُ، وَقِيلَ: الْكِبْرُ الْإِثْمُ، وَهُوَ مِنَ الْكَبِيرَةِ ڪَالْخِطْءِ مِنَ الْخَطِيئَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ أَيْضًا: إِنَّ حَسَّانَ ڪَانَ مِمَّنْ ڪَبَّرَ عَلَيْهَا. وَمِنْ أَمْثَالِهِمْ: ڪِبْرُ سِيَاسَةِ النَّاسِ فِي الْمَالِ. قَالَ: وَالْكِبْرُ مِنَ التَّكَبُّرِ أَيْضًا، فَأَمَّا الْكُبْرُ، بِالضَّمِّ، فَهُوَ أَكْبَرُ وَلَدِ الرَّجُلِ. ابْنُ سِيدَهْ: وَالْكِبْرُ الْإِثْمُ الْكَبِيرُ، وَمَا وَعَدَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّارَ. وَالْكِبْرَةُ: ڪَالْكِبْرِ، التَّأْنِيثُ عَلَى الْمُبَالَغَةِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ ڪَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ. وَفِي الْأَحَادِيثِ ذِكْرُ الْكَبَائِرِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ، وَاحِدَتُهَا ڪَبِيرَةٌ، وَهِيَ الْفَعْلَةُ الْقَبِيحَةُ مِنَ الذُّنُوبِ الْمَنْهِيِّ عَنْهَا شَرْعًا، الْعَظِيمِ أَمْرُهَا ڪَالْقَتْلِ وَالزِّنَا وَالْفِرَارِ مِنَ الزَّحْفِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَهِيَ مِنَ الصِّفَاتِ الْغَالِبَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَهُ عَنِ الْكَبَائِرِ: أَسَبْعٌ هِيَ؟ فَقَالَ: هِيَ مِنَ السَّبْعِمِائَةِ أَقْرَبُ إِلَّا أَنَّهُ لَا ڪَبِيرَةَ مَعَ اسْتِغْفَارٍ وَلَا صَغِيرَةَ مَعَ إِصْرَارٍ. وَرَوَى مَسْرُوقٌ قَالَ: سُئِلَ عَبْدُ اللَّهِ عَنِ الْكَبَائِرِ فَقَالَ: مَا بَيْنَ فَاتِحَةِ النِّسَاءِ إِلَى رَأْسِ الثُّلُثَيْنِ. وَيُقَالُ: رَجُلٌ ڪَبِيرٌ وَكُبَارٌ وَكُبَّارٌ، قَاْلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَمَكَرُوا مَكْرًا ڪُبَّارًا. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ: إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي ڪَبِيرٍ أَيْ لَيْسَ فِي أَمْرٍ ڪَانَ يَكْبُرُ عَلَيْهِمَا وَيَشُقُّ فِعْلُهُ لَوْ أَرَادَاهُ، لَا أَنَّهُ فِي نَفْسِهِ غَيْرُ ڪَبِيرٍ، وَكَيْفَ لَا يَكُونُ ڪَبِيرًا وَهُمَا يُعَذَّبَانِ فِيهِ؟ وَفِي الْحَدِيثِ: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ ڪِبْرٍ; قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: يَعْنِي ڪِبْرَ الْكُفْرِ وَالشِّرْكِ، ڪَقَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ أَلَا تَرَى أَنَّهُ قَابَلَهُ فِي نَقِيضِهِ بِالْإِيمَانِ فَقَالَ: وَلَا يَدْخُلُ النَّارَ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْلُ ذَلِكَ مِنَ الْإِيمَانِ، أَرَادَ دُخُولَ تَأْبِيدٍ; وَقِيلَ: إِذَا دَخَلَ الْجَنَّةَ نُزِعَ مَا فِي قَلْبِهِ مِنَ الْكِبْرِ ڪَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ; وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: وَلَكِنَّ الْكِبْرَ مَنْ بَطِرَ الْحَقَّ; هَذَا عَلَى الْحَذْفِ; أَيْ وَلَكِنَّ ذَا الْكِبْرِ مَنْ بَطِرَ، أَوْ وَلَكِنَّ الْكِبْرَ ڪِبْرُ مَنْ بَطِرَ ڪَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى. وَفِي الْحَدِيثِ: أَعُوذُ بِكَ مِنْ سُوءِ الْكِبَرِ; يُرْوَى بِسُكُونِ الْبَاءِ وَفَتْحِهَا، فَالسُّكُونُ مِنْ هَذَا الْمَعْنَى، وَالْفَتْحُ بِمَعْنَى الْهَرَمِ وَالْخَرَفِ. وَالْكُبْرُ: الرِّفْعَةُ فِي الشَّرَفِ. ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ: الْكِبْرِيَاءُ الْمُلْكُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ أَيِ الْمُلْكُ. ابْنُ سِيدَهْ: الْكِبْرُ، بِالْكَسْرِ، وَالْكِبْرِيَاءُ الْعَظَمَةُ وَالتَّجَبُّرُ; قَاْلَ ڪُرَاعٌ: وَلَا نَظِيرَ لَهُ إِلَّا السِّيمِيَاءُ الْعَلَامَةُ، وَالْجِرْبِيَاءُ الرِّيحُ الَّتِي بَيْنَ الصَّبَا وَالْجَنُوبِ، قَالَ: فَأَمَّا الْكِيمْيَاءُ فَكَلِمَةٌ أَحْسَبُهَا أَعْجَمِيَّةً. وَقَدْ تَكَبَّرَ وَاسْتَكْبَرَ وَتَكَابَرَ وَقِيلَ تَكَبَّرَ: مِنَ الْكِبْرِ، وَتَكَابَرَ: مِنَ السِّنِّ. وَالْتَكَبُّرُ وَالِاسْتِكْبَارُ: التَّعَظُّمُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ; قَاْلَ الزَّجَّاجُ: أَيْ أَجْعَلُ جَزَاءَهُمُ الْإِضْلَالَ عَنْ هِدَايَةِ آيَاتِي; قَالَ: وَمَعْنَى يَتَكَبَّرُونَ أَيْ أَنَّهُمْ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ أَفْضَلُ الْخَلْقِ، وَأَنَّ لَهُمْ مِنَ الْحَقِّ مَا لَيْسَ لِغَيْرِهِمْ، وَهَذِهِ الصِّفَةُ لَا تَكُونُ إِلَّا خَاصَّةً؛ لِأَنَّ اللَّهَ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – هُوَ الَّذِي لَهُ الْقُدْرَةُ وَالْفَضْلُ الَّذِي لَيْسَ لِأَحَدٍ مِثْلُهُ، وَذَلِكَ الَّذِي يَسْتَحِقُّ أَنْ يُقَالَ لَهُ الْمُتَكَبِّرُ، وَلَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَتَكَبَّرَ لِأَنَّ النَّاسَ فِي الْحُقُوقِ سَوَاءٌ، فَلَيْسَ لِأَحَدٍ مَا لَيْسَ لِغَيْرِهِ فَاللَّهُ الْمُتَكَبِّرُ، وَأَعْلَمَ اللَّهُ أَنَّ هَؤُلَاءِ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أَيْ هَؤُلَاءِ هَذِهِ صِفَتُهُمْ; وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ الْعَبَّاسِ أَنَّهُ قَاْلَ فِي قَوْلِهِ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ: مِنَ الْكِبَرِ لَا مِنَ الْكِبْرِ أَيْ يَتَفَضَّلُونَ وَيَرَوْنَ أَنَّهُمْ أَفْضَلُ الْخَلْقِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ أَيْ أَعْجَبُ. أَبُو عَمْرٍو: الْكَابِرُ السَّيِّدُ، وَالْكَابِرُ الْجَدُّ الْأَكْبَرُ. وَالْإِكْبِرُ وَالْأَكْبَرُ: شَيْءٌ ڪَأَنَّهُ خَبِيصٌ يَابِسٌ فِيهِ بَعْضُ اللِّينِ لَيْسَ بِشَمْعٍ وَلَا عَسَلٍ وَلَيْسَ بِشَدِيدِ الْحَلَاوَةِ وَلَا عَذْبٌ، تَجِيءُ النَّحْلُ بِهِ ڪَمَا تَجِيءُ بِالشَّمْعِ. وَالْكُبْرَى: تَأْنِيثُ الْأَكْبَرِ، وَالْجَمْعُ الْكُبَرُ، وَجَمْعُ الْأَكْبَرِ الْأَكَابِرُ وَالْأَكْبَرُونَ، قَالَ: وَلَا يُقَالُ ڪُبْرٌ لِأَنَّ هَذِهِ الْبِنْيَةَ جُعِلَتْ لِلصِّفَةِ خَاصَّةً مِثْلُ الْأَحْمَرِ وَالْأَسْوَدِ، وَأَنْتَ لَا تَصِفُ بِأَكْبَرَ ڪَمَا تَصِفُ بِأَحْمَرَ، لَا تَقُولُ هَذَا رَجُلٌ أَكْبَرُ حَتَّى تَصِلَهُ بِمِنْ أَوْ تُدْخِلَ عَلَيْهِ الْأَلِفَ وَاللَّامَ. وَفِي الْحَدِيثِ: يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ، قِيلَ: هُوَ يَوْمُ النَّحْرِ، وَقِيلَ: يَوْمُ عَرَفَةَ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْحَجَّ الْأَكْبَرَ لِأَنَّهُمْ يُسَمُّونَ الْعُمْرَةَ الْحَجَّ الْأَصْغَرَ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ: سَجَدَ أَحَدُ الْأَكْبَرَيْنِ فِي: إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ أَرَادَ الشَّيْخَيْنِ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ. وَفِي حَدِيثِ مَازِنٍ: بُعِثَ نَبِيٌّ مِنْ مُضَرَ بِدِينِ اللَّهِ الْكُبَرِ، جَمْعُ الْكُبْرَى; وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ وَفِي الْكَلَامِ مُضَافٌ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ بِشَرَائِعِ دِينِ اللَّهِ الْكُبَرِ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: لَا تُكَابِرُوا الصَّلَاةَ بِمِثْلِهَا مِنَ التَّسْبِيحِ فِي مَقَامٍ وَاحِدٍ ڪَأَنَّهُ أَرَادَ لَا تُغَالِبُوهَا أَيْ خَفِّفُوا فِي التَّسْبِيحِ بَعْدَ التَّسْلِيمِ، وَقِيلَ: لَا يَكُنِ التَّسْبِيحُ الَّذِي فِي الصَّلَاةِ أَكْثَرَ مِنْهَا، وَلْتَكُنِ الصَّلَاةُ زَائِدَةً عَلَيْهِ. شِمْرٌ: يُقَالُ أَتَانِي فُلَانٌ أَكْبَرَ النَّهَارِ وَشَبَابَ النَّهَارِ أَيْ حِينِ ارْتَفَعَ النَّهَارُ، قَاْلَ الْأَعْشَى:
سَاعَةً أَكْبَرَ النَّهَارُ، ڪَمَا شَدَّ مُحِيلٌ لَبُونَهُ إِعْتَامَا
يَقُولُ: قَتَلْنَاهُمْ أَوَّلَ النَّهَارِ فِي سَاعَةٍ قَدْرَ مَا يَشُدُّ الْمُحِيلُ أَخْلَافَ إِبِلِهِ لِئَلَّا يَرْضَعَهَا الْفُصْلَانُ. وَأَكْبَرَ الصَّبِيُّ أَيْ تَغَوَّطَ; وَهُوَ ڪِنَايَةٌ. وَالْكِبْرِيتُ: مَعْرُوفٌ، وَقَوْلُهُمْ أَعَزُّ مِنَ الْكِبْرِيتِ الْأَحْمَرِ، إِنَّمَا هُوَ ڪَقَوْلِهِمْ: أَعَزُّ مِنْ بَيْضِ الْأَنُوقِ. وَيُقَالُ: ذَهَبٌ ڪِبْرِيتٌ أَيْ خَالِصٌ; قَاْلَ رُؤْبَةُ بْنُ الْعَجَّاجِ بْنِ رُؤْبَةَ:
هَلْ يَنْفَعَنِّي ڪَذِبٌ سِخْتِيتُ أَوْ فِضَّةٌ أَوْ ذَهَبٌ ڪِبْرِيتُ
وَالْكَبَرُ: الْأَصَفُ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. وَالْكَبَرُ: نَبَاتٌ لَهُ شَوْكٌ. وَالْكَبَرُ: طَبْلٌ لَهُ وَجْهٌ وَاحِدٌ. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ صَاحِبِ الْأَذَانِ: أَنَّهُ أَخَذَ عُودًا فِي مَنَامِهِ لِيَتَّخِذَ مِنْهُ ڪَبَرًا; رَوَاهُ شِمْرٌ فِي ڪِتَابِهِ قَالَ: الْكَبَرُ بِفَتْحَتَيْنِ الطَّبْلُ فِيمَا بَلَغَنَا; وَقِيلَ: هُوَ الطَّبْلُ ذُو الرَّأْسَيْنِ; وَقِيلَ: الطَّبْلُ الَّذِي لَهُ وَجْهٌ وَاحِدٌ. وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ: سُئِلَ عَنِ التَّعْوِيذِ يُعَلَّقُ عَلَى الْحَائِطِ، فَقَالَ: إِنْ ڪَانَ فِي ڪَبَرٍ فَلَا بَأْسَ أَيْ فِي طَبْلٍ صَغِيرٍ، وَفِي رِوَايَةٍ: إِنْ ڪَانَ فِي قَصَبَةٍ، وَجَمْعُهُ ڪِبَارٌ مِثْلُ جَمَلٍ وَجِمَالٍ. وَالْأَكَابِرُ: أَحْيَاءٌ مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، وَهُمْ شَيْبَانُ وَعَامِرٌ وَطَلْحَةُ مِنْ بَنِي تَيْمِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُكَابَةَ أَصَابَتْهُمْ سَنَةٌ فَانْتَجَعُوا بِلَادَ تَمِيمٍ وَضَبَّةَ وَنَزَلُوا عَلَى بَدْرِ بْنِ حَمْرَاءَ الضَّبِّيِّ فَأَجَارَهُمْ وَوَفَى لَهُمْ، فَقَالَ بَدْرٌ فِي ذَلِكَ:
وَفَيْتُ وَفَاءً لَمْ يَرَ النَّاسُ مِثْلَهُ بِتِعْشَارَ، إِذْ تَحْبُو إِلَيَّ الْأَكَابِرُ
وَالْكِبْرُ فِي الرِّفْعَةِ وَالشَّرَفِ; قَاْلَ الْمَرَّارُ:
وَلِيَ الْأَعْظَمُ مِنْ سُلَّافِهَا وَلِيَ الْهَامَةُ فِيهَا وَالْكُبُرْ
وَذُو ڪِبَارٍ: رَجُلٌ. وَ إِكْبِرَةُ وَ أَكْبَرَةُ: مِنْ بِلَادِ بَنِي أَسَدٍ; قَاْلَ الْمَرَّارُ الْفَقْعَسِيُّ:
فَمَا شَهِدَتْ ڪَوَادِسُ إِذْ رَحَلْنَا وَلَا عَتَبَتْ بِأَكْبَرَةَ الْوُعُولُ
معنى كلمة كبر – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي