معنى كلمة جوب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي
معنى كلمة جوب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي
جوب: فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ الْمُجِيبُ، وَهُوَ الَّذِي يُقَابِلُ الدُّعَاءَ وَالسُّؤَالَ بِالْعَطَاءِ وَالْقَبُولِ، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَهُوَ اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ ” أَجَابَ يُجِيبُ “. وَالْجَوَابُ مَعْرُوفٌ: رَدِيدُ الْكَلَامِ، وَالْفِعْلُ: أَجَابَ يُجِيبُ. قَاْلَ اللَّهُ تَعَالَى: فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي; أَيْ: فَلْيُجِيبُونِي. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ: إِنَّهَا التَّلْبِيَةُ، وَالْمَصْدَرُ: الْإِجَابَةُ، وَالِاسْمُ الْجَابَةُ، بِمَنْزِلَةِ الطَّاعَةِ وَالطَّاقَةِ. وَالْإِجَابَةُ: رَجْعُ الْكَلَامِ، تَقُولُ: أَجَابَهُ عَنْ سُؤَالِهِ، وَقَدْ أَجَابَهُ إِجَابَةً وَإِجَابًا وَجَوَابًا وَجَابَةً وَاسْتَجْوَبَهُ وَاسْتَجَابَهُ وَاسْتَجَابَ لَهُ. قَاْلَ ڪَعْبُ بْنُ سَعْدٍ الْغَنَوِيُّ يَرْثِي أَخَاهُ أَبَا الْمِغْوَارِ:
وَدَاعٍ دَعَا يَا مَنْ يُجِيبُ إِلَى النَّدَى فَلَمْ يَسْتَجِبْهُ عِنْدَ ذَاكَ مُجِيبُ فَقُلْتُ ادْعُ أُخْرَى وَارْفَعِ الصَّوْتَ رَفْعَةً
لَعَلَّ أَبَا الْمِغْوَارِ مِنْكَ قَرِيبُ
وَالْإِجَابَةُ وَالِاسْتِجَابَةُ، بِمَعْنًى، يُقَالُ: اسْتَجَابَ اللَّهُ دُعَاءَهُ، وَالِاسْمُ الْجَوَابُ وَالْجَابَةُ وَالْمَجُوبَةُ، الْأَخِيرَةُ عَنِ ابْنِ جِنِّي، وَلَا تَكُونُ مَصْدَرًا; لِأَنَّ الْمَفْعُلَةَ عِنْدَ، سِيبَوَيْهِ، لَيْسَتْ مِنْ أَبْنِيَةِ الْمَصَادِرِ، وَلَا تَكُونُ مِنْ بَابِ الْمَفْعُولِ; لِأَنَّ فِعْلَهَا مَزِيدٌ. وَفِي أَمْثَالِ الْعَرَبِ: أَسَاءَ سَمْعًا فَأَسَاءَ جَابَةً. قَالَ: هَكَذَا يُتَكَلَّمُ بِهِ; لِأَنَّ الْأَمْثَالَ تُحْكَى عَلَى مَوْضُوعَاتِهَا. وَأَصْلُ هَذَا الْمَثَلِ عَلَى مَا ذَكَرَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، أَنَّهُ ڪَانَ لِسَهْلِ بْنِ عَمْرِو؛ ابْنٌ مَضْعُوفٌ، فَقَالَ لَهُ إِنْسَانٌ: أَيْنَ أَمُّكَ؟ أَيْ: أَيْنَ قَصْدُكَ؟ فَظَنَّ أَنَّهُ يَقُولُ لَهُ: أَيْنَ أُمُّكَ؟ فَقَالَ: ذَهَبَتْ تَشْتَرِي دَقِيقًا، فَقَالَ أَبُوهُ: أَسَاءَ سَمْعًا فَأَسَاءَ جَابَةً. وَقَالَ ڪُرَاعٌ: الْجَابَةُ مَصْدَرٌ ڪَالْإِجَابَةِ. قَاْلَ أَبُو الْهَيْثَمِ: جَابَةٌ اسْمٌ يَقُومُ مَقَامَ الْمَصْدَرِ، وَإِنَّهُ لَحَسَنُ الْجِيبَةِ – بِالْكَسْرِ؛ أَيِ: الْجَوَابِ. قَاْلَ سِيبَوَيْهِ: أَجَابَ مِنَ لْأَفْعَالِ الَّتِي اسْتُغْنِيَ فِيهَا بِمَا أَفْعَلَ فِعْلَهُ، وَهُوَ أَفْعَلُ فِعْلًا، عَمَّا أَفْعَلَهُ، وَعَنْ هُوَ أَفْعَلُ مِنْكَ، فَيَقُولُونَ: مَا أَجْوَدَ جَوَابَهُ، وَهُوَ أَجْوَدُ جَوَابًا، وَلَا يُقَالُ: مَا أَجْوَبَهُ، وَلَا هُوَ أَجْوَبُ مِنْكَ; وَكَذَلِكَ يَقُولُونَ: أَجْوِدْ بِجَوَابِهِ، وَلَا يُقَالُ: أَجْوِبْ بِهِ. وَأَمَّا مَا جَاءَ فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَيُّ اللَّيْلِ أَجْوَبُ دَعْوَةً؟ قَالَ: جَوْفُ اللَّيْلِ الْغَابِرِ، فَسَّرَهُ شَمِرٌ فَقَالَ: أَجْوَبُ مِنَ الْإِجَابَةِ؛ أَيْ: أَسْرَعُهُ إِجَابَةً، ڪَمَا يُقَالُ أَطْوَعُ مِنَ الطَّاعَةِ. وَقِيَاسُ هَذَا أَنْ يَكُونَ مِنْ ” جَابَ ” لَا مِنْ ” أَجَابَ “. وَفِي الْمُحْكَمِ عَنْ شَمِرٍ، أَنَّهُ فَسَّرَهُ، فَقَالَ: أَجْوَبُ أَسْرَعُ إِجَابَةً. قَالَ: وَهُوَ عِنْدِي مِنْ بَابِ أَعْطَى لِفَارِهَةٍ، وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لِوَاقِحَ، وَمَا جَاءَ مِثْلُهُ، وَهَذَا عَلَى الْمَجَازِ; لِأَنَّ الْإِجَابَةَ لَيْسَتْ لِلَّيْلِ إِنَّمَا هِيَ لِلَّهِ تَعَالَى فِيهِ، فَمَعْنَاهُ: أَيُّ اللَّيْلِ اللَّهُ أَسْرَعُ إِجَابَةً فِيهِ مِنْهُ فِي غَيْرِهِ؟ وَمَا زَادَ عَلَى الْفِعْلِ الثُّلَاثِيِّ لَا يُبْنَى مِنْهُ أَفْعَلُ مِنْ ڪَذَا، إِلَّا فِي أَحْرُفٍ جَاءَتْ شَاذَّةً. وَحَكَى الزَّمَخْشَرِيُّ، قَالَ: ڪَأَنَّهُ فِي التَّقْدِيرِ مِنْ جَابَتِ الدَّعْوَةُ بِوَزْنِ فَعُلَتْ – بِالضَّمِّ – ڪَطَالَتْ؛ أَيْ: صَارَتْ مُسْتَجَابَةً، ڪَقَوْلِهِمْ فِي فَقِيرٍ وَشَدِيدٍ ڪَأَنَّهُمَا مِنْ ” فَقُرَ وَشَدُدَ “، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِمُسْتَعْمَلٍ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ: جُبْتُ الْأَرْضَ إِذَا قَطَعْتَهَا بِالسَّيْرِ، عَلَى مَعْنَى: أَمْضَى دَعْوَةً، وَأَنْفَذُ إِلَى مَظَانِّ الْإِجَابَةِ وَالْقَبُولِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: الْأَصْلُ: جَابَ يَجُوبُ مِثْلَ طَاعَ يَطُوعُ. قَاْلَ الْفَرَّاءُ قِيلَ لِأَعْرَابِيٍّ: يَا مُصَابُ. فَقَالَ: أَنْتَ أَصْوَبُ مِنِّي. قَالَ: وَالْأَصْلُ الْإِصَابَةُ مِنْ: صَابَ يَصُوبُ، إِذَا قَصَدَ، وَانْجَابَتِ النَّاقَةُ: مَدَّتْ عُنُقَهَا لِلْحَلْبِ، قَالَ: وَأُرَاهُ مِنْ هَذَا ڪَأَنَّهَا أَجَابَتْ حَالِبَهَا، عَلَى أَنَّا لَمْ نَجِدِ ” انْفَعَلَ ” مِنْ ” أَجَابَ “. قَاْلَ أَبُو سَعِيدٍ، قَاْلَ لِي أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ: اكْتُبْ لِيَ الْهَمْزَ، فَكَتَبْتُهُ لَهُ، فَقَالَ لِي: سَلْ عَنِ انْجَابَتِ النَّاقَةُ أَمَهْمُوزٌ أَمْ لَا؟ فَسَأَلْتُ فَلَمْ أَجِدْهُ مَهْمُوزًا. وَالْمُجَاوَبَةُ وَالتَّجَاوُبُ: التَّحَاوُرُ. وَتَجَاوَبَ الْقَوْمُ: جَاوَبَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَاسْتَعْمَلَهُ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ فِي الطَّيْرِ، فَقَالَ جَحْدَرٌ:
وَمِمَّا زَادَنِي فَاهْتَجْتُ شَوْقًا غِنَاءُ حَمَامَتَيْنِ تَجَاوَبَانِ
تَجَاوَبَتَا بِلَحْنٍ أَعْجَمِيٍّ عَلَى غُصْنَيْنِ مِنْ غَرْبٍ وَبَانِ
وَاسْتَعْمَلَهُ بَعْضُهُمْ فِي الْإِبِلِ وَالْخَيْلِ، فَقَالَ:
تَنَادَوْا بِأَعْلَى سُحْرَةٍ وَتَجَاوَبَتْ هَوَادِرُ فِي حَافَاتِهِمْ وَصَهِيلُ
وَفِي حَدِيثِ بِنَاءِ الْكَعْبَةِ: فَسَمِعْنَا جَوَابًا مِنَ السَّمَاءِ، فَإِذَا بِطَائِرٍ أَعْظَمُ مِنَ النَّسْرِ; الْجَوَابُ: صَوْتُ الْجَوْبِ، وَهُوَ انْقِضَاضُ الطَّيْرِ. وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:
كَأَنَّ رِجْلَيْهِ رِجْلَا مُقْطِفٍ عَجِلٍ إِذَا تَجَاوَبَ مِنْ بُرْدَيْهِ تَرْنِيمُ
أَرَادَ تَرْنِيمَانِ: تَرْنِيمٌ مِنْ هَذَا الْجَنَاحِ، وَتَرْنِيمٌ مِنْ هَذَا الْآخَرِ. وَأَرْضٌ مُجَوَّبَةٌ: أَصَابَ الْمَطَرُ بَعْضَهَا وَلَمْ يُصِبْ بَعْضًا. وَجَابَ الشَّيْءَ جَوْبًا وَاجْتَابَهُ: خَرَقَهُ. وَكُلُّ مُجَوَّفٍ قَطَعْتَ وَسَطَهُ فَقَدْ جُبْتَهُ. وَجَابَ الصَّخْرَةَ جَوْبًا: نَقَبَهَا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: (وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ). قَاْلَ الْفَرَّاءُ: جَابُوا خَرَقُوا الصَّخْرَ فَاتَّخَذُوهُ بُيُوتًا. وَنَحْوَ ذَلِكَ قَاْلَ الزَّجَّاجُ، وَاعْتَبَرَهُ بِقَوْلِهِ: وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ. وَجَابَ يَجُوبُ جَوْبًا: قَطَعَ وَخَرَقَ. وَرَجُلٌ جَوَّابٌ: مُعْتَادٌ لِذَلِكَ، إِذَا ڪَانَ قَطَّاعًا لِلْبِلَادِ سَيَّارًا فِيهَا. وَمِنْهُ قَوْلُ لُقْمَانَ بْنِ عَادٍ فِي أَخِيهِ: جَوَّابُ لَيْلٍ سَرْمَدٍ. أَرَادَ: أَنَّهُ يَسْرِي لَيْلَهُ ڪُلَّهُ لَا يَنَامُ، يَصِفُهُ بِالشَّجَاعَةِ. وَفُلَانٌ جَوَّابٌ جَأْبٌ؛ أَيْ: يَجُوبُ الْبِلَادَ، وَيَكْسِبُ الْمَالَ. وَجَوَّابٌ: اسْمُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي ڪِلَابٍ; قَاْلَ ابْنُ السِّكِّيتِ: سُمِّيَ جَوَّابًا; لِأَنَّهُ ڪَانَ لَا يَحْفِرُ بِئْرًا وَلَا صَخْرَةَ إِلَّا أَمَاهَهَا. وَجَابَ النَّعْلَ جَوْبًا: قَدَّهَا. وَالْمِجْوَبُ: الَّذِي يُجَابُ بِهِ، وَهِيَ حَدِيدَةٌ يُجَابُ بِهَا؛ أَيْ: يُقْطَعُ. وَجَابَ الْمَفَازَةَ وَالظُّلْمَةَ جَوْبًا وَاجْتَابَهَا: قَطَعَهَا. وَجَابَ الْبِلَادَ يَجُوبُهَا جَوْبًا: قَطَعَهَا سَيْرًا. وَجُبْتُ الْبَلَدَ وَاجْتَبْتُهُ: قَطَعْتُهُ. وَجُبْتُ الْبِلَادَ أَجُوبُهَا وَأُجِيبُهَا إِذَا قَطَعْتَهَا. وَجَوَّابُ الْفَلَاةِ: دَلِيلُهَا لِقَطْعِهِ إِيَّاهَا. وَالْجَوْبُ: قَطْعُكَ الشَّيْءَ ڪَمَا يُجَابُ الْجَيْبُ، يُقَالُ: جَيْبٌ مَجُوبٌ وَمُجَوَّبٌ، وَكُلُّ مُجَوَّفٍ وَسَطُهُ فَهُوَ مُجَوَّبٌ. قَاْلَ الرَّاجِزُ:
وَاجْتَابَ قَيْظًا يَلْتَظِي الْتِظَاؤُهُ
وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – قَاْلَ لِلْأَنْصَارِ يَوْمَ السَّقِيفَةِ: إِنَّمَا جِيبَتِ الْعَرَبُ عَنَّا ڪَمَا جِيبَتِ الرَّحَى عَنْ قُطْبِهَا؛ أَيْ: خُرِقَتِ الْعَرَبُ عَنَّا، فَكُنَّا وَسَطًا، وَكَانَتِ الْعَرَبُ حَوَالَيْنَا ڪَالرَّحَى، وَقُطْبُهَا: الَّذِي تَدُورُ عَلَيْهِ. وَانْجَابَ عَنْهُ الظَّلَامُ: انْشَقَّ. وَانْجَابَتِ الْأَرْضُ: انْخَرَقَتْ. وَالْجَوَائِبُ: الْأَخْبَارُ الطَّارِئَةُ; لِأَنَّهَا تَجُوبُ الْبِلَادَ. تَقُولُ: هَلْ جَاءَكُمْ مِنْ جَائِبَةِ خَبَرٍ؟ أَيْ: مِنْ طَرِيقَةٍ خَارِقَةٍ، أَوْ خَبَرٍ يَجُوبُ الْأَرْضَ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ، حَكَاهُ ثَعْلَبٌ بِالْإِضَافَةِ. وَقَالَ الشَّاعِرُ:
يَتَنَازَعُونَ جَوَائِبَ الْأَمْثَالِ
يَعْنِي سَوَائِرَ تَجُوبُ الْبِلَادَ. وَالْجَابَةُ: الْمِدْرَى مِنَ الظِّبَاءِ، حِينَ جَابَ قَرْنُهَا؛ أَيْ: قَطَعَ اللَّحْمَ وَطَلَعَ. وَقِيلَ: هِيَ الْمَلْسَاءُ اللَّيِّنَةُ الْقَرْنِ; فَإِنْ ڪَانَ عَلَى ذَلِكَ، فَلَيْسَ لَهَا اشْتِقَاقٌ. التَّهْذِيبُ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: جَابَةُ الْمِدْرَى مِنَ الظِّبَاءِ، غَيْرُ مَهْمُوزٍ، حِينَ طَلَعَ قَرْنُهُ. شَمِرٌ: جَابَةُ الْمِدْرَى؛ أَيْ: جَائِبَتُهُ حِينَ جَابَ قَرْنُهَا الْجِلْدَ، فَطَلَعَ، وَهُوَ غَيْرُ مَهْمُوزٍ. وَجُبْتُ الْقَمِيصَ: قَوَّرْتُ جَيْبَهُ أَجُوبُهُ وَأَجِيبُهُ. وَقَالَ شَمِرٌ: جُبْتُهُ وَجِبْتُهُ. قَاْلَ الرَّاجِزُ:
بَاتَتْ تَجِيبُ أَدْعَجَ الظَّلَامِ جَيْبَ الْبِيَطْرِ مِدْرَعَ الْهُمَامِ
قَالَ: وَلَيْسَ مِنْ لَفْظِ الْجَيْبِ; لِأَنَّهُ مِنَ الْوَاوِ، وَالْجَيْبُ مِنَ الْيَاءِ. قَالَ: وَلَيْسَ بِفَيْعِلٍ; لِأَنَّهُ لَمْ يُلْفَظْ بِهِ عَلَى فَيْعَلٍ. وَفِي بَعْضِ نُسَخِ الْمُصَنَّفِ: جِبْتُ الْقَمِيصَ – بِالْكَسْرِ؛ أَيْ: قَوَّرْتُ جَيْبَهُ. وَجَيَّبْتُهُ: عَمِلْتُ لَهُ جَيْبًا، وَاجْتَبْتُ الْقَمِيصَ إِذَا لَبِسْتَهُ. قَاْلَ لَبِيدٌ:
فَبِتِلْكَ إِذْ رَقَصَ اللَّوَامِعُ بِالضُّحَى وَاجْتَابَ أَرْدِيَةَ السَّرَابِ إِكَامُهَا
قَوْلُهُ ” فَبِتِلْكَ ” يَعْنِي: بِنَاقَتِهِ الَّتِي وَصَفَ سَيْرَهَا، وَالْبَاءُ فِي ” بِتِلْكَ ” مُتَعَلِّقَةٌ بِقَوْلِهِ ” أَقْضِي ” فِي الْبَيْتِ الَّذِي بَعْدَهُ، وَهُوَ:
أَقْضِي اللُّبَانَةَ لَا أُفَرِّطُ رِيبَةً أَوْ أَنْ يَلُومَ بِحَاجَةٍ لُوَّامُهَا
وَاجْتَابَ: احْتَفَرَ. قَاْلَ لَبِيدٌ:
تَجْتَابُ أَصْلًا قَائِمًا مُتَنَبِّذًا بِعُجُوبِ أَنْقَاءٍ يَمِيلُ هَيَامُهَا
يَصِفُ بَقَرَةً احْتَفَرَتْ ڪِنَاسًا تَكْتَنُّ فِيهِ مِنَ الْمَطَرِ فِي أَصْلِ أَرْطَاةٍ. ابْنُ بُزُرْجَ: جَيَّبْتُ الْقَمِيصَ وَجَوَّبْتُهُ. التَّهْذِيبُ: وَاجْتَابَ فُلَانٌ ثَوْبًا إِذَا لَبِسَهُ. وَأَنْشَدَ:
تَحَسَّرَتْ عِقَّةٌ عَنْهَا فَأَنْسَلَهَا وَاجْتَابَ أُخْرَى جَدِيدًا بَعْدَمَا ابْتَقَلَا
وَفِي الْحَدِيثِ: أَتَاهُ قَوْمٌ مُجْتَابِيِ النِّمَارِ؛ أَيْ: لَابِسِيهَا. يُقَالُ: اجْتَبْتُ الْقَمِيصَ وَالظَّلَامَ؛ أَيْ: دَخَلْتُ فِيهِمَا. قَالَ: وَكُلُّ شَيْءٍ قُطِعَ وَسَطُهُ فَهُوَ مَجْيُوبٌ وَمَجُوبٌ وَمُجَوَّبٌ. وَمِنْهُ سُمِّيَ جَيْبُ الْقَمِيصِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ – ڪَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ -: أَخَذْتُ إِهَابًا مَعْطُونًا فَجَوَّبْتُ وَسَطَهُ، وَأَدْخَلْتُهُ فِي عُنُقِي. وَفِي حَدِيثِ خَيْفَانَ: وَأَمَّا هَذَا الْحَيُّ مِنْ أَنْمَارٍ فَجَوْبُ أَبٍ وَأَوْلَادُ عَلَّةٍ؛ أَيْ: إِنَّهُمْ جِيبُوا مِنْ أَبٍ وَاحِدٍ وَقُطِعُوا مِنْهُ. وَالْجُوَبُ: الْفُرُوجُ; لِأَنَّهَا تُقْطَعُ مُتَّصِلًا. وَالْجَوْبَةُ: فَجْوَةُ مَا بَيْنَ الْبُيُوتِ. وَالْجَوْبَةُ: الْحُفْرَةُ. وَالْجَوْبَةُ: فَضَاءٌ أَمْلَسُ سَهْلٌ بَيْنَ أَرْضَيْنِ. وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: الْجَوْبَةُ مِنَ الْأَرْضِ: الدَّارَةُ وَهِيَ الْمَكَانُ الْمُنْجَابُ الْوَطِيءُ مِنَ الْأَرْضِ الْقَلِيلُ الشَّجَرِ، مِثْلُ الْغَائِطِ الْمُسْتَدِيرِ، وَلَا يَكُونُ فِي رَمْلٍ وَلَا جَبَلٍ، إِنَّمَا يَكُونُ فِي أَجْلَادِ الْأَرْضِ وَرِحَابِهَا، سُمِّيَ جَوْبَةً; لِانْجِيَابِ الشَّجَرِ عَنْهَا، وَالْجَمْعُ جَوْبَاتٌ، وُجُوَبٌ نَادِرٌ. وَالْجَوْبَةُ: مَوْضِعٌ يَنْجَابُ فِي الْحَرَّةِ، وَالْجُمَعُ جُوَبٌ. التَّهْذِيبُ: الْجَوْبَةُ شِبْهُ رَهْوَةٍ، تَكُونُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ دُورِ الْقَوْمِ، يَسِيلُ مِنْهَا مَاءُ الْمَطَرِ. وَكُلُّ مُنْفَتِقٍ يَتَّسِعُ فَهُوَ جَوْبَةٌ. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: حَتَّى صَارَتِ الْمَدِينَةُ مِثْلَ الْجَوْبَةِ; قَالَ: هِيَ الْحُفْرَةُ الْمُسْتَدِيرَةُ الْوَاسِعَةُ، وَكُلُّ مُنْفَتِقٍ بِلَا بِنَاءٍ جَوْبَةٌ؛ أَيْ: حَتَّى صَارَ الْغَيْمُ وَالسَّحَابُ مُحِيطًا بِآفَاقِالْمَدِينَةِ. وَالْجَوْبَةُ: الْفُرْجَةُ فِي السَّحَابِ وَفِي الْجِبَالِ. وَانْجَابَتِ السَّحَابَةُ: انْكَشَفَتْ. وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ:
حَتَّى إِذَا ضَوْءُ الْقُمَيْرِ جَوَّبَا لَيْلًا ڪَأَثْنَاءِ السُّدُوسِ غَيْهَبَا
قَالَ: جَوَّبَ؛ أَيْ: نَوَّرَ وَكَشَفَ وَجَلَّى. وَفِي الْحَدِيثِ: فَانْجَابَ السَّحَابُ عَنِ الْمَدِينَةِ حَتَّى صَارَ ڪَالْإِكْلِيلِ؛ أَيِ: انْجَمَعَ وَتَقَبَّضَ بَعْضُهُ إِلَى بَعْضٍ وَانْكَشَفَ عَنْهَا. وَالْجَوْبُ: ڪَالْبَقِيرَةِ. وَقِيلَ: الْجَوْبُ الدِّرْعُ تَلْبَسُهُ الْمَرْأَةُ. وَالْجَوْبُ: الدَّلْوُ الضَّخْمَةُ; عَنْ ڪُرَاعٍ، وَالْجَوْبُ: التُّرْسُ، وَالْجَمْعُ أَجْوَابٌ، وَهُوَ الْمِجْوَبُ. قَاْلَ لَبِيدٌ:
فَأَجَازَنِي مِنْهُ بِطِرْسٍ نَاطِقٍ وَبِكُلِّ أَطْلَسَ جَوْبُهُ فِي الْمَنْكِبِ
يَعْنِي بِكُلِّ حَبَشِيٍّ جَوْبُهُ فِي مَنْكِبَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ غَزْوَةِ أُحُدٍ: وَأَبُو طَلْحَةَ مُجَوِّبٌ عَلَى النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – بِحَجَفَةٍ؛ أَيْ: مُتَرِّسٌ عَلَيْهِ يَقِيهِ بِهَا. وَيُقَالُ لِلتُّرْسِ أَيْضًا: جَوْبَةٌ. وَالْجَوْبُ: الْكَانُونُ. قَاْلَ أَبُو نَخْلَةَ:
كَالْجَوْبِ أَذْكَى جَمْرَهُ الصَّنَوْبَرُ
وَجَابَانُ: اسْمُ رَجُلٍ، أَلِفُهُ مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاوٍ، ڪَأَنَّهُ جَوْبَانُ، فَقُلِبَتِ الْوَاوُ قَلْبًا لِغَيْرِ عِلَّةٍ، وَإِنَّمَا قِيلَ فِيهِ: إِنَّهُ فَعَلَانُ، وَلَمْ يُقَلْ إِنَّهُ فَاعَالُ، مِنْ (جَ بَ نَ) لِقَوْلِ الشَّاعِرِ:
عَشَّيْتُ جَابَانَ حَتَّى اسْتَدَّ مَغْرِضُهُ وَكَادَ يَهْلِكُ لَوْلَا أَنَّهُ اطَّافَا
قُولَا لَجَابَانَ فَلْيَلْحَقْ بِطِيَّتِهِ نَوْمُ الضُّحَى بَعْدَ نَوْمِ اللَّيْلِ إِسْرَافُ
فَتَرَكَ صَرْفَ ” جَابَانَ ” فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّهُ فَعَلَانُ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ فِيهِ جَوْبَانِ مِنْ خُلُقٍ؛ أَيْ: ضَرْبَانِ لَا يَثْبُتُ عَلَى خُلُقٍ وَاحِدٍ; قَاْلَ ذُو الرُّمَّةِ:
جَوْبَيْنِ مِنْ هَمَاهِمِ الْأَغْوَالِ
أَيْ تَسْمَعُ ضَرْبَيْنِ مِنْ أَصْوَاتِ الْغِيلَانِ. وَفِي صِفَةِ نَهْرِ الْجَنَّةِ: حَافَّتَاهُ الْيَاقُوتُ الْمُجَيَّبُ. وَجَاءَ فِي مَعَالِمِ السُّنَنِ: الْمُجَيَّبُ أَوِ الْمُجَوَّبُ، بِالْبَاءِ فِيهِمَا عَلَى الشَّكِّ، وَأَصْلُهُ: مِنْ جُبْتُ الشَّيْءَ إِذَا قَطَعْتَهُ، وَسَنَذْكُرُهُ أَيْضًا فِي ” جَيَبَ “. وَالْجَابَتَانِ: مَوْضِعَانِ. قَاْلَ أَبُو صَخْرٍ الْهُذَلِيُّ:
لِمَنِ الدِّيَارُ تَلُوحُ ڪَالْوَشْمِ بِالْجَابَتَيْنِ فَرَوْضَةِ الْحَزْمِ
وَتَجُوبُ: قَبِيلَةٌ مِنْ حِمْيَرَ، حُلَفَاءُ لِمُرَادٍ، مِنْهُمُ ابْنُ مُلْجِمٍ – لَعَنَهُ اللَّهُ. قَاْلَ الْكُمَيْتُ:
أَلَا إِنَّ خَيْرَ النَّاسِ بَعْدَ ثَلَاثَةٍ قَتِيلُ التَّجُوبِيِّ الَّذِي جَاءَ مِنْ مِصْرِ
هَذَا قَوْلُ الْجَوْهَرِيِّ. قَاْلَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِلْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ، وَلَيْسَ لِلْكُمَيْتِ ڪَمَا ذَكَرَ، وَصَوَابُ إِنْشَادِهِ:
قَتِيلُ التُّجِيبِيِّ الَّذِي جَاءَ مِنْ مِصْرِ
وَإِنَّمَا غَلَّطَهُ فِي ذَلِكَ أَنَّهُ ظَنَّ أَنَّ الثَّلَاثَةَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ – رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ – فَظَنَّ أَنَّهُ فِي عَلِيٍّ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – فَقَالَ ” التَّجُوبِيِّ ” بِالْوَاوِ، وَإِنَّمَا الثَّلَاثَةُ: سَيِّدُنَا رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا – لِأَنَّ الْوَلِيدَ رَثَى بِهَذَا الشِّعْرِ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – وَقَاتِلُهُ ڪِنَانَةُ بْنُ بِشْرٍ التُّجِيبِيُّ، وَأَمَّا قَاتِلُ عَلِيٍّ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – فَهُوَ التَّجُوبِيُّ; وَرَأَيْتُ فِي حَاشِيَةٍ مَا مِثَالُهُ: أَنْشَدَ أَبُو عُبَيْدٍ الْبَكْرِيُّ – رَحِمَهُ اللَّهُ – فِي ڪِتَابِهِ ” فَصْلُ الْمَقَالِ فِي شَرْحِ ڪِتَابِ الْأَمْثَالِ ” هَذَا الْبَيْتَ الَّذِي هُوَ:
أَلَا إِنَّ خَيْرَ النَّاسِ بَعْدَ ثَلَاثَةٍ
لِنَائِلَةَ بِنْتِ الْفُرَافِصَةِ بْنِ الْأَحْوَصِ الْكَلْبِيَّةِ زَوْجِ عُثْمَانَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – تَرْثِيهِ، وَبَعْدَهُ:
وَمَا لِيَ لَا أَبْكِي وَتَبْكِي قَرَابَتِي وَقَدْ حُجِبَتْ عَنَّا فُضُولُ أَبِي عَمْرِو
معنى كلمة جوب – معجم لسان العرب – قاموس عربي عربي