معجم الصحاح في اللغة – باب الغين – فصل غو
غوث
غوَّثَ الرجل: قال واغوثاهُ.
والاسم الغَوْثُ والغُواثُ والغَواثُ.
قال العامري:
بَعَثْتُكَ قابساً فلَبثْتَ حَولاً …
من يأتي غَوثُكَ مَن تُغيثُ
واستغاثني فلان فأغَثْتُهُ.
والاسم الغِياثُ، صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها.
غوج
فَرسٌ غَوْجُ اللَبانِ، أي واسع جِلْد الصدر، ولا يكون كذلك إلا وهو سهل المَعْطِف.
وغاجَ يَغوجُ، أي تَثنَّى وتَعطَّف.
قال أبو ذؤيب:
عَشِيَّةَ قامت بالفِناءِ كأنَّها …
عَقيلَة نَهْبٍ تُصطَفى وتَغوج
أي تتعرض لرئيس الجيش ليتخذها لنفسه.
غور
غَوْرُ كلِّ شيء: قعره.
يقال: فلانٌ بعيد الغَوْرِ.
والغَوْرُ: المطمئنُّ من الأرض.
وماءٌ غورٌ، أي غائِرٌ، وصف بالمصدر.
والغارُ، كالكهف في الجبل، والجمع الغيرانُ.
والمَغارُ مثل الغارِ، وكذلك المَغارَةُ.
وربَّما سمُّوا مَكانسَ الظباءِ مَغاراً.
قال بشر:
كأنَّ ظِباء أسْنُمَةٍ عليها …
كَوانِسَ قالِصاً عنها المَغارُ
وتصغير الغارِ غُوَيْرٌ.
وفي المثل: عسى الغُوَيْرُ أبْؤُساً.
قال الأصمعيّ: أصله أنه كان غارٌ فيه ناسٌ، فانهار عليهم، أو أتاهم فيه عدوٌّ فقتلهم، فصار مثلاً لكلِّ شيء يُخاف أن يأتيَ منه شر.
والغارانِ: البطن والفرج.
قال الشاعر:
ألم تَرَ أن الدهرَ يومٌ وليلةٌ …
وأنَّ الفتى يسعى لغارَيْهِ دائبا
والغارُ: الجيش.
يقال: التقى الغارانِ، أي الجيشان.
والغارُ: ضرب من الشجر، ومنه دُهن الغارِ.
قال عديُّ بن زيد:
رُبَّ نارٍ بِتُّ أرْمُقُها …
تَقْضَمُ الهِنْديَّ والغارا
والغار: الغَيْرَةُ.
والغارَةُ: الخيل المُغيرَة.
والغارَةُ: الاسم من الإغارَةِ على العدو.
وحبلٌ شديد الغارةِ، أي شديد الفتل، وغارَ يَغورُ غَوْراً، أي أتى الغَوْرُ، فهو غائِرٌ.
قال: ولا يقال أغار.
وغارَ الماء غَوْراً وغُؤوراً، أي سفل في الأرض.
وغارَتْ عينه تَغورُ غَوْراً وغُؤوراً: دخلت في الرأس.
وغارَتْ تَغارُ لغةٌ فيه.
وغارَتِ الشمس تَغورُ غِياراً، أي غَرَبَتْ.
قال أبو ذؤيب:
هل الدهرُ إلا ليلةٌ ونهارها …
وإلا طُلوعُ الشمسِ ثم غِيارُها
أبو عبيد: غارَ النهار، أي اشتدَّ حرّه.
وغارَهُ بخيرٍ يَغورُهُ ويَغيرُهُ، أي نفعه.
يقال: اللهم غُرْنا منك بغيثٍ، أي أغِثْنا به.
وأغارَ على العدوِّ يُغيرُ إغارةً ومُغاراً، وكذلك غاوَرَهُم مُغاوَرَةً.
ورجلٌ مِغْوارٌ ومُغاوِرٌ، أي مقاتل، وقومٌ مَغاويرُ، وخيلٌ مُغيرَةٌ.
وأغَرْتُ الحبلَ، أي فتلته، فهو مُغارٌ.
وأغارَ فلانٌ أهلَه، أي تزوَّجَ عليها، حكاه أبو عبيدٍ عن الأصمعيّ: وأغارَ، أي شَدَّ العَدْوَ وأسرع.
وكانوا يقولون: أشْرِقْ ثَبيرُ، كَيْما نُغير، أي نسرع للنحر.
ومنه قولهم: أغارَ إغارَةَ الثعلب، إذا أسرع ودفع في عَدْوِه.
وقال بشر بن أبي حازم:
فَعَدِّ طِلابَها وتَعَدَّ عنها …
بِحرفٍ قد تُغيرُ إذا تَبوعُ
واختلفوا في قول الأعشى:
نَبِيٌّ يرى ما لا يَرَوْنَ وذِكُرُهُ …
أغار لَعَمْري في البلاد وأنْجَدا
قال الأصمعيّ: أغارَ بمعنى أسرع، وأنجد أي ارتفع.
ولم يُرْد أتى الغَوْرَ ولا نَجْداً.
وليس عنده في إتيان الغَوْرِ إلا غارَ.
وزعم الفراء أنَّها لغة، واحتج بهذا البيت: والتَغويرُ: إتيانُ الغَوْرِ.
يقال: غَوَّرْنا وغُرْنا بمعنًى.
والتَغْويرُ: القيلولة.
يقال: غَوِّروا، أي انزلوا للقائلة.
قال أبو عبيد: يقال للقائلة: الغائِرَةُ.
واستَغارَ، أي سَمِنَ ودخل فيه الشحم.
وربَّما قالوا: اسْتغارَتِ القَرحَة، إذا تورَّمَتْ.
وتَغاوَرَ القوم: أغارَ بعضُهم على بعض.
غوص
الغَوْصُ: النزول تحت الماء.
وقد غاصَ في الماء.
والهاجمُ على الشيء غائِصٌ.
والغَوَّاصُ: الذي يَغوصُ في البحر على اللؤلؤ.
وفِعْلُهُ الغِياصةُ.
غوط
غاطَ في الشيء يَغوطُ ويَغيطُ: دخل فيه.
يقال: هذا رملٌ تَغوطُ فيه الأقدام.
وقولهم: أتى فلانٌ الغائِطَ، وأصل الغائِطِ المطمئنُّ من الأرض الواسع، والجمع غوطٌ وأغْواطٌ وغْيطانٌ، صارت الواو ياءً لإنكار ما قبلها.
وكان الرجل منهم إذا أراد أن يقضيَ الحاجةَ أتى الغائِطَ فقضى حاجتَه: فقيل لكل من قضى حاجته: قد أتى الغائِطَ، فكنيَ به عن العَذِرَةِ.
وقد تغَوَّطَ وبالَ.
غول
غالَهُ الشيء واغْتالَهُ، إذا أخذَه من حيث لم يُدرِ.
والغَوْلُ: التراب الكثير؛ ومنه قول لبيد يصف ثوراً يحفر رملاً في أصل أرطاةٍ:
يَرى دونها غَوْلاً من الرمل غائِلا
والغَوْلُ: بُعْدُ المفازة؛ لأنه يغتال من يمر به.
وقوله تعالى: ” لا فيها غَوْلٌ ولا هم عنها يُنْزَفون ” أي ليس فيها غائِلَةُ الصُداع؛ لأنه قال عزَّ وجلَّ في موضع آخر: ” لا يُصَدَّعونَ عنها ” .
وقال أبو عبيدة: الغَوْلُ أن تَغْتالَ عقولهم.
وأنشد:
وما زالَتِ الكأسُ تَغْتالُنا …
وتذهب بالأوَّلِ الأوَّلِ
والغولُ بالضم من السعالي، والجمع أغْوالٌ وغيلانٌ.
وكلُّ ما اغْتالَ الإنسانَ فأهلكه فهو غولٌ.
يقال غالَتْهُ غولٌ، إذا وقع في مهلكة.
والغضبُ غولُ الحِلْمِ، لأنه يَغْتالُهُ ويذهب به.
يقال: أيَّةُ غولٍ أغْوَلُ من الغضب.
وهذه أرضٌ تَغْتالُ المشيَ، أي لا يستبين فيها المشي، من بُعْدِها وسَعَتها.
قال العجاج:
وبلدةٍ بعيدةِ النِياطِ
مجهولةٍ تَغْتالُ خَطْوَ الخاطي
وقول زهير يصف صَقراً:
حُجْنُ المخالبِ لا يَغتالُهُ الشِبَعُ
أي لا يذهب بقوَّته الشِبع.
والتَغَوُّلُ: التلوّن.
يقال: تَغَوَّلَتِ المرأةُ، إذا تلونت.
قال ذو الرمّة:
إذا ذاتُ أهوالٍ ثَكولٌ تَغَوَّلَتْ …
بها الرُبْدُ فوضى والنَعامُ السَوارحُ
والمُغاوَلَةُ: المُبادأة.
قال جريرٌ يذكر رجلاً أغارت عليه الخيل:
عايَنْتَ مُشْعِلَةَ الرِعالِ كأنها …
طيرٌ تُغاوِلُ في شَمامِ وُكورا
واغْتالَهُ: قتلَه غيلَةً، والأصل الواو.
والمِغْوَلُ: سيفٌ دقيقٌ له قفاً يكون غِمده كالسوط.
والغَوْلانُ بالفتح: نبت من الحَمْض.
غوى
الغَيُّ: الضلال والخيبة أيضاً.
وقد غَوي بالفتح يَغْوي غَيًّا وغَوايَةً، فهو غاوٍ وغوٍ.
وأغْواهُ غيره فهو غَوِيٌّ على فَعيلٍ.
قال الأصمعيّ: لا يقال غيره.
وأنشد للمرقّش:
فمن يَلْقَ خيراً يحمد الناس أمْرَهُ …
ومن يَغو لا يَعْدَمْ على الغَيِّ لائِما
وقال دريد بن الصِمَّة:
وهل أنا إلا من غَزِيَّةَ إن غَوَتْ …
غَوَيْتُ وإن تَرشُدْ غَزِيَّةُ أرْشُدِ
والتَغاوي: التجمُّع والتعاون على الشر، من الغَوايَةِ أو الغَيِّ.
والغَوى: مصدر قولك غَوِيَ السَخْلَةُ والفصيلُ بالكسر يَغْوى غَوًى.
والغَوْغاءُ: الجراد بعد الدَبى، وبه سمي الغَوْغاءُ والغاغَةُ من الناس، وهم الكثير المختلطون.
ووقع الناس في أُغْوِيَّةٍ، أي في داهيةٍ.
والمُغَوَّياتُ: جمع المُغَوَّاةِ وهي حفرة كالزُبية.
يقال: من حفر مُغَوَّاةً وقع فيها.