رؤيا الكرسي – تفسير الاحلام لابن شاهين, رؤيا المقعد, رؤيا المنبر,
رؤيا الكرسي – تفسير الاحلام لابن شاهين
وَأَمَّا الكراسي فتؤول على أوجه وللمعبرين فِي ذَلِك اخْتِلَاف، أما كرْسِي الْعَرْش فقد تقدم الْكَلَام عَلَيْهِ فِي الْبَاب الأول بِالْعلمِ. وَكَذَلِكَ نبذة من الْكَلَام على الْكُرْسِيّ الَّذِي يصنعه النجار والآن نذْكر هُنَا نبذة مِنْهُ لِئَلَّا يكون خَالِيا عَن الْمَعْنى.
فَمنهمْ من قَالَ: إِنَّ الكرسي يؤول بِالْعلمِ، وَمِنْهُم من قَالَ: يؤول بِرَجُل زاهد تَقِيّ إِذا كَانَ حسن المنظر مَنْسُوبا إِلَى الْجَوَامِع والمدارس، وَإِذا كَانَ مَنْسُوبا للْملك فَإِنَّهُ يؤول بِملك عَادل، ورؤيته من صندل أقوى وأبلغ. والكرسي الَّذِي لَا ينْسب لأرباب الصَّنَائِع فَإِنَّهُ يؤول بِالْمَرْأَةِ فمهما رأى فِي ذَلِك من زين أَو شين كَانَ تَأْوِيله فِيهَا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ابْتَاعَ كرسيا فَإِنَّهُ يتزوج امرأة.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى أَنه جلس على كرْسِي فَإِنَّهُ يؤول بِأَنَّهُ إن كَانَ ضَاعَ لَهُ شَيْء فَإِنَّهُ يجده لقَوْله تَعَالَى: {وألقينا على كرسيه جسدا ثمَّ أناب}.
رؤيا المقعد
وَأَمَّا المقعد فَإِنَّهُ يؤول بالعز والجاه.
فمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنه جلس على مَقْعَده فَإِنَّهُ ينَال سرُور. وَإِن كَانَ من أهل المناصب نَالَ منصبا عَالِيا .
ورؤيا المقعد المطوى مَال وكره بَعضهم رُؤْيَاهُ إِذا كَانَ مطويا.
رؤيا المنبر
وَأما المنابر فَإِنَّهَا تؤول بالسلطان وَالْملك وَالْوَصِيّ والإمام والعالم فمهما رأى فِي ذَلِك من زين أَو شين فَإِنَّهُ يؤول فيهم، والصعود عَلَيْهَا لمن يَلِيق بِالْولَايَةِ فَإِنَّهُ ينالها وَلمن لَا يَلِيق بهَا لَيْسَ بمحمود.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يتَكَلَّم على مِنْبَر بِمَا لَا يَلِيق فَإِنَّهُ يشْتَهر بهم أو يرتكب معصية. وَإِن تكلم بِمَا يَلِيق فَإِنَّهُ خير وبركة وَبَقِيَّة الْكَلَام تقدم فِي تَعْبِيره فِي الْبَاب التَّاسِع.
وَأما السدة وَهِي الَّتِي تُوضَع بالجوامع والمدارس للمؤذنين، فَإِنَّهَا تؤول بالخادم فمهما رُؤِيَ فِي ذَلِك من زين أَو شين فَإِنَّهُ يعبر عَلَيْهَا، وأرجلها تؤول بأفعاله، فَيعْتَبر ذَلِك من قُوَّة وَضعف.
وَأما الدكك الَّتِي تُوضَع بأماكن الرؤساء برسم الْجُلُوس عَلَيْهَا وَوضع الشَّيْء أَيْضا فَإِنَّهَا تؤول بالنسوة وَإِذا كَانَت مفروشة فَهِيَ أَجود.
وَقِيلَ: رُؤْيا الصعُود على التخوت والأسرة والمنابر والكراسي والسدد والدكك وَمَا أشبه ذَلِك فَإِنَّهُ علو قدر ورفعة وَحُصُول نعْمَة وَخير وَمَنْفَعَة، وَالنُّزُول علن شَيْء من ذَلِك فَلَيْسَ ذَلِك بمحمود، وَرُبمَا كَانَ لِذَوي المناصب عزلا، وَلمن يؤمل أملا عدم إِصَابَة، وكل صعُود فَإِنَّهُ يجد، وكل هبوط أَو نزُول فَلَيْسَ بمحمود. (وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ يصنع شَيْئا من ذَلِك فَإِنَّهُ ينْسب فِي التَّقْرِيب إِلَى مَا ينْسب لَهُ ذَلِك النَّوْع فليعبر بتعبيره. والحرق وَالْكَسْر فِي ذَلِك جَمِيعه لَيْسَ بمحمود.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَنَّهُ ألصق شَيْئا مِنْهَا إِلَى بَعْضهَا فَإِنَّهُ يؤول بِجمع ذَلِك بمَكَان وَاحِد فليعتبر حَاله فِي الرُّؤْيَا.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن لَهُ شَيْئا من هَذِه الْأَنْوَاع فَهُوَ مَحْمُود على أَي وَجه كَانَ.
(وَمَنْ رَأَى فِي الْمَنَامِ) أَن دككه مَوْضُوعَة وَعَلَيْهَا دكك أُخْرَى وَهُوَ جَالس فَوْقهَا فَإِنَّهُ يؤول على ثَلَاثَة أوجه: إِمَّا أَن يتَزَوَّج امْرَأتَيْنِ أَو يتَوَلَّى وظيفتين ان كَانَ أَهلا لذَلِك وَإِلَّا فَهُوَ عز ورفعة بَالِغَة، وَلمن لَا يسْتَحق ذَلِك لَيْسَ هُوَ جيدا فِي حَقه.
أما دكك المغتسل فَإِنَّهَا تؤول برفعة يحصل فِيهَا فَسَاد الدّين، وَرُبمَا دلّت على امْرَأَة منقبة نافعة، وَرُبمَا كَانَت قَليلَة الْحيَاء، وَرُبمَا كَانَ ارْتِكَاب أَمر مَكْرُوه.
وَأَمَّا التابوت والنعش فهما بِمَعْنى وَاحِد وَقد تقدم الْكَلَام فِي تعبيرهما فِي الْبَاب التَّاسِع وَالْعِشْرين لِأَنَّهُ يُنَاسِبه.