رؤيا القيامة – تفسير الاحلام لابن شاهين
فصل فِي رُؤْيا يوم الْقِيَامَة وأشراطها
(وَمَنْ رَأَى) أَن الْقِيَامَة قَامَت وَبسط الله الْعدْل بَين النَّاس يدل على أَنه إِن كَانَ فِي أهل ذَلِك الْمَكَان مظلومون سلط الله على ظالميهم الشدَّة والمضرة وَإِن رأى أهل ذَلِك الْمَكَان قَائِمين بَين يَدي الله تَعَالَى وعلامة غضب الله تَعَالَى وعذابه مَوْجُودَة لَا يكون مَحْمُودًا.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: رُؤْيا الْقِيَامَة تؤول فِي حق أهل الصّلاح على أَرْبَعَة أوجه: الْفَلاح والأفراح والنجاح وَالصَّلَاح وسعادة الخاتمة وَفِي حق أهل الْفساد يكون بضد ذَلِك.
(وَمَنْ رَأَى) من أَشْرَاط الْقِيَامَة شَيْئا مثل النفخ فِي الصُّور وطلوع الشَّمْس من الْمغرب وَخُرُوج الدَّابَّة أَو نَحْو ذَلِك فَإِن تَأْوِيله فتْنَة تظهر فَيهْلك فِيهَا قوم وينجو آخَرُونَ وَيَنْبَغِي للرائي أَن يَتُوب وَخُرُوج الدَّجَّال رجل ذُو بِدعَة وضلالة يظْهر فِي النَّاس والنفخ فِي الصُّور طاعون أَو إنذار السُّلْطَان فِي بعث أَو غير أَو قِيَامَة تكون فِي الْبَلَد أَو سفر عَام إِلَى الْحَج والحشر ومجيء الله تَعَالَى لفصل الْقَضَاء واجتماع الْخلق لِلْحسابِ عدل من الله تَعَالَى يكون فِي النَّاس إِمَام عَادل يقدم عَلَيْهِم أَو يَوْم عَظِيم يرَاهُ النَّاس ويشهدونه.
(وَمَنْ رَأَى) كَأَنَّهُ أَخذ كِتَابه بِيَمِينِهِ فَازَ بالصلاح وَالثنَاء الْجَمِيل والعز.
(وَمَنْ رَأَى) كَأَنَّهُ أَخذ كِتَابه بِشمَالِهِ هلك بالإثم أَو بالفقر وَالْحَاجة.
رؤيا
روي أَن بعض الصَّالِحين قَالَ رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَن الْقِيَامَة قد قَامَت فَقُمْت من قَبْرِي فَأتيت بِدَابَّة فركبتها ثمَّ عرج بِي إِلَى السَّمَاء فَإِذا فِيهَا جنَّة فاردت أَن أنزل فَقيل إِنَّك لن تقعد حَتَّى ترى رَبك فَسَارُوا بِي فاذا الله تبَارك وَتَعَالَى وآدَم عَلَيْهِ السَّلَام وَاقِف بَين يَدَيْهِ فَلَمَّا رَآنِي أجلسني عَن يَمِينه فَقلت يَا رب قد أفلحت بعفوك فَسمِعت قَائِل يَقُول قُم يَا آدم فقد عَفَوْنَا عَنْك.