رؤيا الفيل – تفسير الاحلام لابن نعمة
و
رؤيا النمر
فصل: وَأما الَّذين لَا ينْتَفع بهم غَالِبا كالفيل لمن رَكبه أَو ملكه فَرجل جليل الْقدر، أَو خادم من تِلْكَ الْجِهَة، وَلمن هُوَ خَائِف غير محمود لقَوْله تَعَالَى: {ألم تَرَ كَيفَ فعل رَبك بأصحاب الْفِيل} . وَيدل على الْمركب وَالدَّار. وَكَذَلِكَ الْأسد وَهُوَ يشبه الْمُلُوك، وقطاع الطَّرِيق، وَأَصْحَاب الْأَمر وَالنَّهْي. وَكَذَلِكَ النمر إِلَّا أَنه يكون رجلا كثير الْحِيَل وَالْمَكْر ردي المعاشرة.
رؤيا الفهد
وَأما الفهد فإنسان شرير شرس الْأَخْلَاق كثير العياط. قَالَ المُصَنّف: إِذا تحول الرَّائِي أَو حَيَوَان لَهُ فِي صفة حَيَوَان فأعطه مَا يَلِيق بِهِ، كَمَا قَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أنني صرت فيلاً أسود وَأَنا أنط من مَكَان إِلَى آخر فِي ظلام، قلت: أَنْت الْآن فِي غير بِلَاد الْفِيل نخشى عَلَيْك السجْن، أَو تخفي نَفسك، أو تهرب من مَكَان أَنْت مخفي فِيهِ، فَجرى ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أَن عِنْدِي غزالاً مليحاً تحول فِي صفة النمر، قلت: عنْدك ولد أَو غُلَام يتعانى الشطارة، قَالَ: صَحِيح، فَافْهَم ذَلِك. وَإِنَّمَا دلوا على الَّذين لَا نفع مِنْهُم غَالِبا لِأَن النَّاس يقصدون النّظر إِلَيْهِم. وَمثله رأى آخر، قلت: ولدك يسافر مع إنسان، فَجرى ذَلِك.
رؤيا الطير الكاسر
وَقَالَ إِنْسَان: رَأَيْت طائراً كاسراً نزل أَرضًا فَشرب جَمِيع مَا فِي بركتنا من المَاء، قلت: إصابة في عينك. وَرَأى آخر أَن عينا نبعت فِي دَاره مَاء أسود وَهُوَ ضيق الصَّدْر من ذَلِك فجَاء طَائِر كَبِير نزل على تِلْكَ الْعين فَشرب جَمِيع مَا فِيهَا، قلت: عنْدك وَاحِد قد نزل بِعَيْنِه المَاء الْأسود أَو الْأَصْفَر، قَالَ: نعم، قلت: سَيَأْتِي إِلَيْكُم رجل خَبِير يزيل مَا فِيهَا من المَاء المؤذي وَيَزُول النكد، فَجرى ذَلِك، وبرأت الْعين. فَافْهَم ذَلِك.
فصل: وَأما من ملكهم ليصطاد بهم فَإِن اصطاد بهم مَا يُؤْكَل لَحْمه: قضيت حَاجته، أَو ربحت تِجَارَته، أَو درت معيشته بِمَال حَلَال وَإِلَّا فَلَا، وَإِن ربط الطير أَو جعله فِي قفص كَانَ مِمَّن دلّ الطير عَلَيْهِ كثير الْإِقَامَة عِنْده، وَإِن طَار فَوق ذَلِك.