فصل: الحيوانات وهم فِي أَربع جِهَات: فِي الْبلدَانِ والبراري والهواء وَالْمَاء. فنتكلم أَولا على مَا فِي الْبَلَد.
رؤيا الغنم – تفسير الاحلام لابن نعمة
و
رؤيا الكبش
الْغنم – لمن ملكهم أَو رعاهم أَو تحكم فيهم -: غَنَائِم وفوائد وأرزاق، والأبيض خير من الماعز. فَمن ملك غنمة وَكَانَ أعزب تزوج، فَإِن كَانَت ضأناً فَهِيَ امْرَأَة لَهَا جمال وجاه لحسن منظرها وَكَثْرَة صوفها وَتَكون مستورة بالإلية. والكبش: فَرجل جليل الْقدر صَاحب أَمر وَنهي، وَإِن كَانَ بِلَا قُرُون فَهُوَ رجل مسلوب النِّعْمَة ذليل. وَكَذَلِكَ التيس.
رؤيا الماعز
و
رؤيا التيس
وَأما الماعز: فامرأة فقيرة لقلَّة شعرهَا، وَرُبمَا تكون ذَات عيب لكَونهَا مكشوفة الْعَوْرَة، فَمن ملك قطيعاً من الْغنم وَغَيره من الْحَيَوَانَات تولى على جمَاعَة ولَايَة تلِيق بِهِ. قَالَ المُصَنّف: إِذا ملك الرَّائِي شَيْئا من هَذِه الْحَيَوَانَات الْمَذْكُورَة قَلِيلا مِمَّن لَا يَصح لَهُ إِلَّا الْكَبِير دلّ على النكد، كَمَا أَنه إِذا ملك الْكَبِير مِمَّن لَا يصلح لَهُ أعْطى النكد. فَإِن جعلت الغنمة زَوْجَة وَرَأى أَنَّهَا تحولت فِي يَده كَبْشًا فَانْظُر إن آذاه أَو أتلف عَلَيْهِ شَيْئا تنكد من زَوجته، وَكَذَلِكَ إِن جَعلتهَا معيشة تحولت إِلَى صفة دونه، وَإِن لم يؤذه ذَلِك حملت زَوجته بِغُلَام، أَو تحولت معيشته إِلَى خير مِنْهَا عَن كَانَت الرَّغْبَة فِيهِ كَثِيرَة، وَاعْتبر أَحْوَال الرَّائِي إِن تَسَاوَت الرُّؤْيَا كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أنني أتيت إِلَى رَأس غنم من الماعز عَلَيْهِ إلية فِي الْمَنَام قطعت تِلْكَ الإلية، قلت: تلوثت بِدَم أم لَا؟ قَالَ: تلوثت، قلت أتيت إِلَى جمل سرقت مِنْهُ خرجا أَو مخلاة أَو نفجة قماش وَكَانَ ذَلِك فِي الطّرق، قلت: إِن أبْصر النَّاس الدَّم ظَهرت عَلَيْك السّرقَة، وَإِلَّا فَلَا. وَمثله رأى آخر غير أَنه قَالَ كَانَت الإلية على تَيْس وَهِي تَمنعهُ من الْمَشْي، قلت لَهُ: أَنْت رجل جرائحي تقطع سلْعَة وتبط دملاً أَو خراجاً وتريح صَاحبه من ألم ذَلِك، قَالَ: صَحِيح. وَلما كَانَ أَجنَاس الْحَيَوَان تخْتَلف بساكنها ذكرنَا ذَلِك ليسهل على طَالب هَذَا الْعلم الْكَلَام فِيهِ لِأَن لكل جنس فِي مَكَانَهُ أوصافاً تخْتَص بِهِ دون غير مَكَانَهُ فَافْهَم.