الْبَاب الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ فِي الطّيران والوثب والصعود وَالنُّزُول والبنيان فِي السَّمَاء وَغَيرهَا
رؤيا الطيران – تفسير الأحلام للسالمي
وإن رأى كأنه طار فِي السَّمَاء عرضا أو بشكل أفقي فَإِنَّهُ يسافر سفرا فِي عز أو يسافر إِنْسَان من أهل بَيته، وَإِن كَانَ طار صعودا بشكل طولي وغاب في السماء فَإِنَّهُ غير محمود. وَإن طَار من سطح إِلَى سطح تحول من امْرَأَة إِلَى امْرَأَة أخرى. وَقيل: إن رأى وكأنه يطير وقد صل إِلَى عنان السَّمَاء فَإِنَّهُ يحجّ. وَإن طَار من دَاره إِلَى دَار مَجْهُولَة لا يعرفها فإنه غير محمود وكذلك على حسب ما في الرؤيا من زيادة. وَإن رأى في المنام وكأن لنَفسِهِ جنَاحا يشبه جناح الطيور يطير بِهِ فَإِنَّهُ يبلغ من الدُّنْيَا مبلغا.
فَإِن رأى أنَّه طَار إِلَى السَّمَاء أَو غَابَ فِيهَا ثمَّ رَجَعَ وَنزل إِلَى مَكَانَهُ فَإِنَّهُ ينجو من أمر. وَمن رأى أنَّه فِي السَّمَاء من غير أَن يعلم متى كان صُعُوده إِلَيْهَا كَانَ ذَلِك شرفاً وَعزا وَرَفعة ومرتبة لَهُ فِي دينه ودنياه، فَإِن رأى أَن لَهُ بنياناً فِي السَّمَاء لَا يشبه بُنيان النَّاس فِي الأَرْض فَإِنَّ ذلك محمودا، فَإِن رأى بُنْيَانه من جبص أَو من آجرٍ -من غير الطين واللِّبن- أَو بِمَا يُنكر جَوْهَرَة فِي التَّأْوِيل فَإِنه يدل على عمل غير مستحب أو غرور في أمر من أموره أو في عمله من أعماله، وَكَذَلِكَ إن رأى أَن لَهُ بنياناً فِي الأَرْض من شَيْء من هَذِه الْأَشْيَاء دون اللّبن والطين فَذَلِك عمله غير مُسْتَحبّ.
رؤيا القفز
والوثب من مَوضِع إِلَى مَوضِع يدل على تحول من حَال إِلَى حَال وَيكون قدر ذَلِك التَّحَوُّل وفضله ونقصانه كالفضل وَالنُّقْصَان فِيمَا بَين الْمَوْضِعَيْنِ -فيما إن الموضع الذي تحول إليه أفضل أو أسواء من الموضع الآخر- وَيكون ذَلِك التَّحَوُّل سَرِيعا لَا تَأْخِير فِيهِ. والوثب الْبعيد يدل على سفر على مِقْدَاره وَبعده وتحوله -للموضع-.
رؤيا العبور
وَمن رأى أَنه يعبر من مَكَان إِلَى مَكَان فإنه يدل على التغير من حال إلى حال آخر ويعرف إن كان لحال أفضل أو أسوأ حسب المكانين، فإن كان من مكان أسوأ إلى مكان أفضل يكون كذلك في اليقظة والعكس بالعكس.
رؤيا السقوط
وَمن رأى أِنَّه سقط من مَوضِع فَإِنَّهُ يسْقط من أَمر، فَإِن انْكَسَرَ شَيْء مِن أَعْضَائِهِ كَانَ خسراناً أو نُقْصَانا.