رؤيا الدراهم – تفسير الأحلام لابن غنام
الدَّرَاهِم فِي الْمَنَام تدل على الْكَلَام، فَإِن كَانَت جيادا فَإِنَّهَا علم وَكَلَام حسن وَقَضَاء حَاجَة أَو صَلَاة، والنقية صفاء دنيا صَاحب الرُّؤْيَا وَحسن مُعَامَلَته لكل أحد.
والنثار من الدَّرَاهِم فِي الْمَنَام كَلَام حسن وعددها عدد أَعمال الْبر لِأَن عَلَيْهَا مَكْتُوب لَا إِلَه إِلَّا الله مُحَمَّد رَسُول الله وَلَا تتمّ الْأَعْمَال إِلَّا باسم الله.
وَمن رأى بِيَدِهِ درهما فَعَاد فلسًا أصابه إفلاس وَإِن كَانَ بِيَدِهِ فلس فَعَاد درهما ناله ربحا وَخيرا ونصيحة. وَإِن عَاد درهمه نصفا فَإِنَّهُ يخسر نصف مَا بِيَدِهِ من المَال وَكَذَلِكَ لَو عَاد ربعا وَقس على ذَلِك.
وَإِن عَاد الدِّرْهَم دِينَارا فَإِنَّهُ يكْسب إِذا حَاز ذَلِك. وان صَار الدِّرْهَم قِطْعَة ذهب فَهُوَ ذهَاب وَلَا يحمد الذَّهَب إِلَّا اذا كَانَ دِينَارا.
وَالدِّرْهَم الْفَرد ولد ذكر لمن لَهُ حَامِل.
وَالدِّرْهَم الْوَاسِع دنيا وَاسِعَة.
وَمن رأى على عضده دَرَاهِم مشدودة فَهِيَ صَنْعَة يتكسب بهَا ويأمن الْحَاجة.
والدَّرَاهِم قد تؤول فرج وسرور إذا كانت جيادا.
وَقيل: من رأى لَهُ إِنْسَان دَرَاهِم صحاحا فَإِن لَهُ عَلَيْهِ شَهَادَة حق فَإِن أعطَاهُ إِيَّاهَا مكسرة مَال عَن الشَّهَادَة.
وَمن ضيع فِي الْمَنَام درهما صَحِيحا نصح جَاهِلا وَلَا يسمع مِنْهُ لِأَنَّهُ ضيع فِيهِ الْكَلَام الصَّحِيح.
وَصَوت الدَّرَاهِم وَالدَّنَانِير كَلَام حسن.
وَالدَّرَاهِم الَّتِي لم ينقش عليها تؤول كَلَام لَيْسَ فِيهِ ورع.
وَالدَّرَاهِم الَّتِي فِيهَا الصُّور تؤول ببِدعَة حاملها.
وَالدَّرَاهِم الْمُقطعَة خُصُومَة.
وَأخذ الدَّرَاهِم خير من دَفعهَا.
وعددها يدل على التبسبيح لِأَن اسْم الله تَعَالَى عَلَيْهَا مَكْتُوب.
وَمن سرق درهما وَتصرف بِهِ فَإِنَّهُ يروي مَا لا يسمع.
وَمن رأى أَن مَعَه خَمْسَة دَرَاهِم فَصَارَت عشرَة فَإِن مَاله يزْدَاد إِلَى ذَلِك، وَإِن كَانَ مَعَه عشرَة فَصَارَت خَمْسَة نقص مَاله يزْدَاد إِلَى ذَلِك، وَقس على هَذَا.
وَمن الرُّؤْيَا المعبرة حِكَايَة:
أن رجلا رأى في منامه كأنه نال خمسة دراهم منها ثلاثة بيض واثنان سود فقصها على معبر فقال: هِيَ الْخمس صلوَات، فالثلاثة الْبيض هِيَ صَلَاة النَّهَار والسود صَلَاة اللَّيْل.
وأتى ابْن سِيرِين رجل فَقَالَ: رَأَيْت البارحة كَأَنِّي وجدت درهما كسراويا فَقَالَ: تنَال خيرا.
وَقَالَ آخر: رَأَيْت كَأَنِّي وجدت درهما أَعْرَابِيًا فَقَالَ إِنِّي أَخَاف عَلَيْك من الضَّرْب فَقيل لَهُ: وَكَيف ذَلِك وَمَا المفرق بَينهمَا والرؤيا وَاحِدَة؟ فَقَالَ: الدِّرْهَم الكسرواني عَلَيْهِ تَاج وَملك. وَالدِّرْهَم الْأَعرَابِي عَلَيْهِ مَكْتُوب ضرب هَذَا الدِّرْهَم.
وَالدِّرْهَم المستورة خير من الظَّاهِرَة.
وَمن تنَاول صرة دَرَاهِم فَهُوَ سر يستودعه.