رؤيا البيع و الشراء – تفسير الأحلام للسالمي
كل مَتَاع أو سلع ترَاهَا متفرقة ومفروشة على وَجه الأَرْض فِي السُّوق الَّتِي يبتاعونها فِيهِ كَانَ ذَلِك كساداً فِي تِلْكَ السّلْعَة وَالْمَتَاع على قدر مَا رأى مِنْهُ. وكل سلْعَة ومتاع تراها مَرْفُوعَة أَو مخزنة في صفوف أو رفوف بشكل مرتب في غرفَة أَو مَا أشبه ذَلِك فإنه نفاق ذَلِك الْمَتَاع وَعز تِلْكَ السّلْعَة فِي سوقها على مِقْدَار مَا رأى وعَلى مِقْدَار الرَّائي. وَإن رأى شيئاً من الْحِنْطَة وَالشعِير وَغَيرهَا من الْحُبُوب ينْقل على ظُهُور الدَّوَابّ أَو يصعد بِهِ فِي سلم أَو دَرَجَة إِلَى سطح أَو غرفَة كَانَ ذَلِك زِيَادَة فِي الغلاء فِي الشَّيْء الَّذِي يفعل بِهِ ذَلِك، وَكَذَلِكَ إِذا رأى السُّوق خَالِيَة كَانَ ذَلِك دَلِيل على قلة تكون في تلك الْحُبُوب كَمَا دل ذلك على أن تلك السلعة تكون قليلة -قلة وجودها في السوق- أو شبه مفقودة في السوق وربما دل ذلك على موسم قليل الخير أو ربما دل ذلك على كسب قليل من قبل صاحبها. وَلَو رأى شَيْئا من الْحُبُوب أو السلع وكأنه يرقص على وَجه الأَرْض وَله صَوت، كَانَ ذَلِك زِيَادَة فِي السّعر وغلاء فِي ذَلِك الشيء طَعَاما كَانَ ذَلِك أَو غَيره، وَكَذَلِكَ إن رأى نَارا تقع فِي سوق الْحُبُوب كَانَ ذَلِك غلاء وَزِيَادَة في سعرها. وَإن رأى الْأَمْوَات يقترضوا شَيْئا من الْحُبُوب من الْأَحْيَاء كَانَ ذَلِك أَيْضا ارْتِفَاع في السّعر وغلاء في ذلك الشيء. وَكَذَلِكَ إِن رَأى الأموات يَأْكُلُون الطَّعَام كَانَ ذَلِك غلاء في ذلك الطعام على قدر مَا رأى من ذَلِك. وَقيل: من الدَّلِيل على رخص الأسعار أنَّك ترى السلعة كالْحِنْطَة وَالشعِير مصبوبتان عَلى وَجه الأَرْض فِي سوقها، فَإِذا رأى ذَلِك كَانَ كساداً فِيهَا وَإن رَأَيْتهَا تخرج من أوعيتها وغرفها وتنقل من السطوح إِلَى وَجه الأَرْض كَانَ ذَلِك دَلِيلا على الرخص في أسعارها، وَقيل: إن رأى الْأَمْوَات يبيعون الْحُبُوب ويعرضونها فِي النَّاس ويخرجونها إِلَيْهِم كَانَ ذَلِك دَلِيلا على رخص الأسعار وَكَذَلِكَ إن رَآهُمْ يدْفَعُونَ الْحُبُوب إِلَى النَّاس كَانَ ذَلِك مَنْفَعَة لَهُم وكساداً فِي الْحُبُوب والأطعمة على قدر ذَلِك، وَلَو رَآهُمْ يَلْتَمِسُونَ الطَّعَام وَالْمَاء منهم فإنهم يلتمسون صَدَقَة ودعاء من أَهَالِيهمْ فَيجب عَلَيْهِم أَن يتصدقوا فِي أُجُورهم ويدعوا لهم.