رؤيا البقر – تفسير الاحلام لابن نعمة
فصل: الْبَقر لمن ملكهَا: معيشة أَو امْرَأَة أَو دَار أَو سنة أَو فَائِدَة أَو خدمَة، فَإِن كَانَت مليحة فَذَلِك خير، وَإِلَّا فَلَا. وَكَذَلِكَ الثور: وَهُوَ دَال على الرجل الْكثير النَّفْع، فَأَما إِن نطحه أَو رفسه أَو آذاه تنكد مِمَّن دلوا عَلَيْهِ. وَأما من ذبح وَاحِدًا من ذَلِك أَو مَاتَ عِنْده ذهب من ذَلِك الْمَكَان إِنْسَان أَو بطلت معيشة. وَيدل ذَبحهَا فِي الْمَكَان الَّذِي لم تجر بِهِ الْعَادة على التُّهْمَة وَالْخُصُومَة. والجواميس: حكمهَا حكم الْبَقر إِلَّا أَنَّهَا أرفع رُتْبَة لِكَثْرَة درها ولبنها.
رؤيا الجاموس
قَالَ المُصَنّف: إِذا رأى أَنه يَأْخُذ صُوفًا من الْبَقر أَو الجواميس أَو حَيَوَان لَا يُؤْخَذ ذَلِك من عَلَيْهِ فَإِن جعلت ذَلِك زَوْجَة فَهُوَ حمل وَأَوْلَاد من غير جنسه، وَإِن جعلته فَوَائِد فَهِيَ من حَيْثُ لَا يحْتَسب، وَإِن جعلته من تجائر فَمن أَقوام يجلبون ذَلِك من غير عَادَة مِنْهُم. كَمَا قَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أنني آخذ صُوفًا من بقر ورائحته ردية، قلت: أَقوام يسرقون شَاءَ وتأخذه مِنْهُم وَرُبمَا يكون غنما، قَالَ: جرى ذَلِك. وَرَأى آخر أَنه يَأْخُذ من بقر صُوفًا أسود وَهُوَ يتَحَوَّل فِي يَده مَاء، قلت: أَنْت معلم مكتب، قَالَ: نعم، قلت: الصغار كالبقر لَا يعْرفُونَ شَيْئا وَأَنت تَأْخُذ مدادهم -الحبر- سَرقَة، قَالَ: مَا بقيت أَعُود.
وَرَأى آخر كأَنه يَأْخُذ ريشاً من جاموس، قلت: سرقت طيورا من عِنْد جليل الْقدر وَمَا انتفعت بِهن، قَالَ: صَحِيح. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني آخذ حَرِيرًا من ظهر حَيَوَان وأعمله أوتاراً فِي رِقَاب الْحَيَوَان وَفِي أَرجُلهم، قلت لَهُ: أَنْت رجل تعلم الْغنى وَالزمر والطرب لأرباب الْجَهْل وسيصير لَك شَأْن فِي ذَلِك. وَمثله قَالَ آخر غير أَنه قَالَ أجعَل ذَلِك على أَبْوَاب المعابد، قلت: أَنْت صَوْتك طيب فِي الْقُرْآن وَالْأَذَان ينْتَفع النَّاس بصوتك على قدر حسن ذَلِك.