رؤيا الاغتسال – تفسير الاحلام لابن نعمة
فصل: من دخل حَماما واغتسل أَو تنظف بِمَا لَا يضرّهُ كالبارد فِي الصَّيف أَو الْحَار فِي الشتَاء فَهُوَ دَال على الْغنى وَالْخَيْر وَقَضَاء الدُّيُون وَالتَّوْبَة، وعَلى الْخَلَاص من الْمَرَض والشدائد، وعَلى قَضَاء الْحَوَائِج. وَإِن كَانَ أعزب تزوج. وَأما من اغْتسل بِالْمَاءِ الْحَار فِي الصَّيف أَو بالبارد فِي الشتَاء انعكس مَا ذكرنَا. قَالَ المُصَنّف: دلّ على الْغنى وَالْخَيْر لكَونه قضيت حَاجته، وعَلى قَضَاء الدُّيُون لإِزَالَة الْوَسخ الْمَانِع الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ يضيق صَدره أشبه الدّين، وعَلى التَّوْبَة لكَونه تنظف من الأوساخ وتطهر فَصَارَ كالتائب الَّذِي لَا ذَنْب عَلَيْهِ بوسخ آخرته. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أنني ملوث ببول وطواط، فاغتسلت مِنْهُ بِمَاء حَار، أسخنته بحطب زيتون، قلت لَهُ: أَنْت محب لامْرَأَة ضَعِيفَة الْعَينَيْنِ، وَأَنت ملوث الْعرض بسبب ذلك، قَالَ: نعم، قلت: السَّاعَة ترزق تَوْبَة على يَد رجل من أهل الشَّام، فَجرى ذَلِك وَتَابَ. ودلوا على الْخَلَاص من الْأَمْرَاض والشدائد لِأَن الْإِنْسَان لَا يزَال فِي تَعب حَتَّى يغْتَسل لِأَنَّهُ مُتَعَلق بالجسد، كَالْمَرِيضِ الَّذِي لَا يزَال فِي شدَّة حَتَّى يَزُول مَا بجسمه، وَدلّ على تزوج العزب لكَونه زَالَ مَا هُوَ فِيهِ من القشب، وَلِأَن الِاغْتِسَال – الَّذين يَتَزَوَّجُونَ – غَالِبا المَاء الْحَار فِي الصَّيف والبارد فِي الشتَاء مضيق للصدر مؤذي لبعض الأجساد لَا يتعاناها أحد إِلَّا لضَرُورَة أَو عَادَة؛ وَالْعَادَة لَا حكم لَهَا وَلَا كَلَام فِيهَا والضروري يُعْطي عكس مَا ذكرنَا من الخراب.