الْبَاب الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ فِي السبَاع ولحومها وَأَلْبَانهَا وجلودها وَاخْتِلَاف تغيرها
رؤيا الأسد – تفسير الأحلام للسالمي
وَمن رأى أنه ينازع أسداً أَو يقاتله فَإِنَّهُ يُنَازع عدوا مسلطاً وَيكون الظفر للغالب مِنْهُمَا لِأَنَّهَا نَوْعَانِ مُخْتَلِفَانِ. فَإِن كلمه أَسد فَإِنَّهُ يظْهر لَهُ شَأْن ويقهر أعداءه ويبلغ مُرَاده فيهم. فَإِن رأى أَنه ركب أسداً وَهُوَ يصرفهُ حَيْثُ يَشَاء فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَانا عَظِيما ويقهر عدوا منيعاً مسلطاً. فَإِن رأى أسداً استقبله أَو رَآهُ عِنْده وَلم يخَافه فَإِنَّهُ عَدو ظالم أَو سُلْطَان جائر وَلكن لَا يضرّهُ ذَلِك. فَإِن رأى أَنه هرب من أَسد وَلم يَطْلُبهُ الْأسد فَإِنَّهُ نجاة مِمَّا يحذر. وَكَذَلِكَ كل هارب من إِنْسَان غير طَالبه فَإِنَّهُ ينجو حيث أَن مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام هرب من فِرْعَوْن ثمَّ ظفر بِهِ. فَإِن رأى أَنه يَأْكُل لحم الْأسد فَإِنَّهُ يجد مَالا وغنى من سُلْطَان ويظفر بعدوه ويتمكن مِنْهُ. فَإِن رأى أَنه يشرب لبن اللبؤة فَإِنَّهُ أَيْضا يظفر بعدوه ويصيب مِنْهُ مَا لم يكن يرجوه.
فَإِن رأى أِنَّه يَأْكُل شَيْئا من أَعْضَاء الْأسد فَإِنَّهُ يُصِيب مَال عَدو مسلط بِقدر ذَلِك الْعُضْو من الْأَعْضَاء. وَكَذَلِكَ شعره وَجلده مَال عَدو. وَكَذَلِكَ فَإِن رأى أِنَّه ناكح لَهُ فَإِنَّهُ ينجو من شَدَّاد كَثِيرَة ويظفر ويعلو أمره.