تفسير الاحلام لابن سيرين – الباب الحادي والأربعون: في البحر وأحواله و السفينة و الغرق و الأنهار و الآبار و المياه وظروفها من الدلاء و الخوابي و الجرر و الكيزان
تفسير الاحلام لابن سيرين – الباب الحادي والأربعون: في البحر وأحواله و السفينة و الغرق و الأنهار و الآبار و المياه وظروفها من الدلاء و الخوابي و الجرر و الكيزان
البحر: في التأويل سلطان مهيب قوي كما أن البحر أعظم الأنهار.
الماء يدل على الاسلام والعلم وعلى الحياة وعلى الخصب والرخاء لان به حياة كل شيء كما قال الله تعالى – لأسقيناهم ماء غدقا لنفتنهم فيه – وربما دل على النطفة لان الله تعالى سماها ماء والعرب تسمى الماء الكثير نطفة ويدل على المال لأنه يكسب به فمن شرب ماء عذبا صافيا من بئر أو سقاء ولم يستوعب آخره فإن كان مريضا أفاق من علته ودامت حياته ولم تتعجل وفاته وإن لم يكن مريضا تزوج إن كان عزبا لتلذذه بشربه ونزول الماء من أعلاه إلى ذكره وإن كان متزوجا ولم ينكح أهله في ليلة اجتمع معها وتلذذ بها وإن لم يكن شيء من ذلك أسلم إن كان كافرا ونال علما إن كان صالحا وللعلم طالبا وإلا نال دنيا حلالا إن كان تاجرا إلا أن يدخل على الماء ما يفسده فيدل ذلك على حرامه وإثمه مثل أن يشربه من دور أهل الذمة فأما علم فاسد أو وطء رديء أو مال خبيث وإن كان الماء كدرا أو مرا أو منتنا فإنه يمرض أو يفسد كسبه أو يتمرر عيشه أو يتغير مذهبه لكل انسان على قدره وما يليق به وبالمكان الذي شرب منه والاناء الذي كان فيه وأما من حمل ماء في وعاء فإن كان فقيرا أفاد مالا وإن كان عزبا تزوج وإن كان متزوجا حملت زوجته أو أمته منه إن كان هو الذي أفرغ الماء في الوعاء أو زوجته أو خادمه من بئره أو زيره أو قربته وأما جريان الماء في البيوت ودخوله إلى الدور فلا خير فيه فإن كان ذلك عاما في الناس دخلت عليهم فتنة أو مغرم أو سبي أو أسقام أو طواعين وإن كان ذلك في دار مخصوصة نظرت في أمرها فإن كان فيها مريض مات فسعى الناس إليه في نعيه بالبكاء والدموع وكذلك إن سالت في البيت ميازيب أو انفجر فيه عيون فإنها عيون باكية على موت المريض أو عند وداع المسافر أو في شر ومضاربة بين ساكنيه أو بلاء يحل فيه من مرض أو سلطان وكذلك جريان الماء في محلة أو ركوده يؤذن باجتماع جمع من الناس وجريانه في أماكن النبات يؤذن بالخصب وكثرته وغلبته على المساكن والدور من عيون الأرض أو سيولها بلاء من الله عز وجل على أهل ذلك المكان إما طاعون جارف أو سيف مبيد إن تهدمت له المساكن وغرق فيه الناس وإلا كان عذابا من السلطان أو جائحة من الجوائح فان رأى أنه أعطي ماء في قدح دل ذلك على الولد وإن شرب ماء صافيا في قدح نال خيرا من ولده أو زوجته لان الزجاج من جوهر النساء والماء جنين. وقال بعضهم: من رأى كأنه يشرب ماء سخنا أصابه غم فان رأى أنه ألقي في ماء صاف سر مفاجأة، وقيل إن عين الماء لأهل الصلاح خير ونعمة لقوله تعالى – فيهما عينان تجريان – ولغير أهل الصلاح مصيبة وانفجار الماء من حائط حزن من الرجال مثل أخ أو صهر أو صديق فان رأى أن الماء انفجر وخرج من الدار فإنه يخرج من الهموم كلها وإن لم يخرج منها فإنه هم دائم فإن كان ذلك المكان صافيا فهو حزن في صحة جسم وهذا كله في العين إذا لم تكن جارية فان كانت جارية فهو خير جار لصاحبه حيا وميتا إلى يوم القيامة. وقال بعضهم: من رأى كأن في داره عين ماء جارية فإنه يشتري جارية وإذا رأى كأن عيونا انفجرت فإنه ينال أموالا في توبيخ والماء الصافي رخص الأسعار وبسط العدل ومن رأى كأنه شرب ماء كثيرا أكثر من عادته في اليقظة فان عمره يطول وقيل إن شرب الماء سلامة من العدو ومضغه معالجة الكد والشدة في المعيشة وبسط اليد في الماء تقليب مال وتصرف فيه والماء الراكد أضعف من الماء الجاري في كل حال، وقيل إن الماء الراكد حبس فمن رأى أنه سقط في ماء راكد فهو في حبس وغم والماء المالح غم والماء الأسود إذا نزح من البئر فإنها امرأة يتزوجها ولا خير فيها، وقيل إن رؤية الماء الأسود خراب الدور وشربه ذهاب البصر والماء الآسن عيش نكد والماء المنتن مال حرام والماء الأصفر مرض وغور الماء عزل وذل وزوال النعمة لقوله تعالى – قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين – والماء الحار الشديد الحرارة إذا رأى كأنه استعمله بالليل أو بالنهار أصابته شدة من قبل السلطان وإذا رأى كأنه استعمله بالليل أصابه فزع من الجن والماء الكدر عسر وتعب وشربه مرض وزبد الماء مال لا خير فيه، ومن شرب من ماء البحر وهو كدر أصابه هم من الملك، ومن رأى كأنه نظر في ماء صاف فرأى وجهه فيه كما يراه في المرآة فإنه ينال خيرا كثيرا فان رأى أن وجهه فيه حسن فإنه يحسن إلى أهل بيته وصب الماء إنفاق المال والماء في غير ظروفه من صرة أو ثوب دليل الغور لأنه يظن أنه أحرزه ولم يحرزه والوضوء من ماء لا يكره صافيا كان أو كدرا حارا أو باردا بعد أن يكون نظيفا يجوز به الوضوء لان الوضوء أقوى في التأويل من مخارج الماء واختلافه ويكره من العيون ماء كدر لم يجر والمشي فوق الماء غرر ومخاطرة فان خرج منه قضيت حوائجه، ومن رأى أنه في ماء عميق كثير ونزل فيه فلم يبلغ قعره فإنه يصيب دنيا كثيرة ويتمول وقيل بل يقع في أمر رجل كبير والاغتسال بالماء البارد توبة وشفاء من المرض والخروج من الحبس وقضاء الدين والأمن من الخوف من رأى كأنه يشرب ماء كثيرا عذبا كان طول حياة وطيب عيش فان شربه من البحر نال مالا من الملك وإن شربه من النهر ناله من رجل حاله في الرجال كحال ذلك النهر في الأنهار وإن استقاه من بئر أصاب مالا بحيلة ومكر، ومن رأى أنه يستقي ماء ويسقى به بستانا أو حرثا أفاد مالا من امرأة فان أثمر البستان أو سنبل الزرع أصاب من تلك المرأة مالا وولدا وسقى البستان والزرع مجامعة امرأته والماء في قدح زجاج ولد فان انكسر القدح وبقي الماء ماتت الأم وبقي الولد وإن ذهب الماء وبقي القدح مات الولد وبقيت الأم. سئل ابن سيرين عن امرأة رؤي لها أنها تسقي الماء فقال لتتق الله هذه المرأة ولا تسعى بين الناس بالكذب وجاءه رجل فقال رأيت كأني أشرب من خرق ثوبي ماء لذيذا باردا فقال اتق الله ولا تخلون بامرأة لا تحل لك فقال إنما هي امرأة خطبتها إلى نفسي.
البحر: أما البحر فدال على كل من له سلطان على الخلق كالملوك والسلاطين والجباة والحكام والعلماء والسادات والأزواج لقوته وعظيم خطره وأخذه وإعطائه وماله وعلمه ماؤه وموجه رجاله أو صولاته أو حجبه وأوامره وسمكه رعيته ورجاله أرزاقه وأمواله أو مسائله وحكمه ودوابه قواده وأعوانه وتلاميذه وسفنه وعساكره ومساكنه ونساؤه وأمناؤه وتجاراته وحوانيته أو كتبه ومصاحفه وفقهه وربما دل البحر على الدنيا وأهوالها تعز واحدا وتموله وتفقر آخر وتقتله وتملكه اليوم وتقتله غدا وتمهد له اليوم وتصرعه بعده وسفنه أسواقها ومواسمها وأسفارها الجارية تغني أقواما وتفقر آخرين ورياحه أرزاقها وإقبالها وحوادثها وطوارقها وإسقامها وسمكه رزقها وحيوانه ودوابه آفاتها وطوارقها وملوكها ولصوصها وموجه همومها وفتنها وربما دل البحر على الفتنة الهائجة المضطربة الفائضة وسفنه عصمة الله تعالى لمن عصم فيها وأمواجه ترادفها وسمكه أهلها الخاطئون فيها الذين لا يرحم صغيرهم كبيرهم بل يأكله ويستأكله ويهلكه إن قدر عليه ودوابه رؤساؤها وقاداتها وأهل البأس والشر فيها وربما دل على جهنم وسفنه كالصراط المنصوب عليها فناج ومخدوش ومكدوس وغريق في النار وأمواجه زفيرها فمن رأى نفسه في بحر أو رؤي له ذلك فإن كان ميتا فهو في النار لقوله تعالى – أغرقوا فأدخلوا نارا – فكيف بالميت إن كان غريقا وإن كان مريضا اشتدت به علته وعظم بحرانه فان غرق فيه مات من علته وإن لم يكن مريضا داخل سلطانا إن كان ذلك في الصيف وفي هدوء البحر أو يسبح في العلم ويخالط العلماء أو يتسع في الأموال والتجارة على قدر سبحه في البحر واقتداره على الماء فان غرق في حاله ولم يمت في غرقه ولا أصابه وجل ولا غم تبحر فيما هو فيه ومنه قولهم غرق فلان في الدنيا وغرق في النعيم والعلم ومع السلطان فان مات في غرقه فسد دينه وساء قصده في مطلوبه لاجتماع الموت والغرق وأما إن دخله أو سبح فيه في الشتاء والبرد أو في حين ارتجاجه نزل به بلاء من السلطان إما سجن أو عذاب ويناله مرض واستسقاء ورياح ضارة أو يحصل في فتنة مهلكة فان غرق في حينه قتل في محلته أو فسد دينه في فتنة ومن أخذ من مائه فشربه أو اقتناه جمع مالا من سلطان مثله أو كسب من الدنيا نحوه، ومن دخل البحر فأصابه من قعره وحل أو طين أصابه هم من الملك الأعظم أو من سلطان ذلك المكان ومن قطع بحرا أو نهرا إلى الجانب الآخر قطع هما وهولا أو خوفا وسلم منه. وقال بعضهم: من رأى البحر أصاب شيئا كان يرجوه ومن رأى أنه خاض البحر فإنه يدخل في عمل الملك ويكون منه على غرر فان شرب ماءه كله فان يملك الدنيا ويطول عمره أو يصيب مثل مال الملك أو مثل سلطانه أو يكون نظيره في ملكه فان شربه حتى روي منه فإنه ينال من الملك مالا يتمول به مع طول حياته وقوته فان استقى منه فإنه يلتمس من الملك عملا ويناله بقدر ما استقى منه فان صبه في إناء فإنه يجني مالا كثيرا من ملك أو يعطيه الله تعالى دولة يجمع فيها مالا والدولة أقوى وأوسع وأدوم من البحر لأنها عطية الله، ومن اغتسل من البحر فإنه يكفر عنه ذنوبه ويذهب همه بالملك ومن نزل في البحر فإنه يقيم على الخطايا ومن رأى البحر من بعيد فإنه يرى هولا وقيل يقرب إليه شي يرجوه ورؤيا البحر هادئا خير من أن تكون أمواجه مضطربة والبحيرة تدل على امرأة ذات يسار تحب المباشرة لان البحيرة واقفة لا تجرى وهي تقتل من يقع فيها ولا تدفعه والموج شدة عذاب لقوله تعالى – وإذا غشيهم موج كالظلل – وقال تعالى – وحال بينهما الموج. حكي أن تاجرا رأى كأنه يمشي في البحر ففزع فزعا شديدا لهيبة البحر فقص رؤياه على معبر فقال إن كنت تريد السفر فإنك تصيب خيرا وذلك أن رؤياه تدل على ثبات أموره ورأى رجل كأن ماء البحر غاص حتى ظهرت حافتاه فقصها على ابن مسعدة فقال بلاء ينزل على الأرض من قبل الخليفة أو قحط في البلدان أو سلب مال الخليفة فما كان إلا يسير حتى قتل الخليفة ونهب ماله وقحطت البلدان ومن رأى كأنه أخرج من البحر لؤلؤة استفاد من الملك مالا أو جارية أو علما.
وإذا رأى أن ماء البحر أو غيره من المياه زاد حتى جاوز الحد وهو معنى المد حتى دخل الدور والمنازل والبيوت فأشرف أهلها على الغرق فإنه يقع هناك فتنة عظيمة والأصل في الماء الغالب هم وفتنة لان الله تعالى سمى غلبته وكثرته طغيانا وقيل إن الغرق يدل على ارتكاب مصيبة كبيرة وإظهار بدعة والموت في الغرق موت على الكفر وأما الكافر إذا رأى أنه غرق في الماء فإنه يؤمن لقوله تعالى – حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت – الآية ومن رأى كأنه غرق وغاص في البحر فان السلطان يهلكه فان رأى كأنه غرق وجعل يغوص مرة ويطفو مرة ويحرك يديه ورجليه فإنه ينال ثروة ودولة فان رأى كأنه خرج منه ولم يغرق فإنه يرجع إلى أمر الدين خصوصا إذا رأى على نفسه ثيابا خضرا وقيل من رأى أنه قد مات غريقا في الماء كاده عدوه والغرق في الماء الصافي غرق في مال كثير.
وأما السباحة فمن رأى أنه يسبح في البحر وكان عالما بلغ في العلم حاجته فان سبح في البر فإنه يحبس وينال ضيقا في محبسه ويمكث فيه بقدر صعوبة السباحة أو سهولتها وبقدر قوته فان رأى أنه يسبح في واد مستويا حتى يبلغ موضعا يريده فإنه يدخل في عمل سلطان جائر جبار يطلب منه حاجة يقضيها له ويتمكن منه ويؤمنه الله تعالى على قدر جريه في الوادي فان خافه فإنه يخاف سلطانا كذلك وإن نجا فإنه ينجو منه وإن دخل لجة البحر وأحسن السباحة فيها فإنه يدخل في أمر كبير وولاية عظيمة ويتمكن من الملك وينال عزا وقوة وإن سبح على قفاه فإنه يتوب ويرجع عن معصية ومن سبح وهو يخاف فإنه ينال خوفا أو مرضا أو حبسا وذلك بقدر بعده من البر وإن ظن أنه لا ينجو منه فإنه يموت في ذلك الهم وإن كان جريئا في سباحته فإنه يسلم من ذلك العمل وإن رأى السلطان أنه يريد أن يسبح في بحر والبحر مضطرب في موجه فإنه يقاتل ملكا من الملوك فان قطع البحر بالسباحة قتل ذلك وكل بحر أو نهر أو واد جف فإنه ذهاب دولة من ينسب إليه فان عاد الماء عادت الدولة وقيل إذا رأى الانسان كأنه قد نجا من الماء سباحة قبل انتباهه من نومه فهو خير من أن ينتبه وهو في الماء يسبح وقيل من رأى كأنه يسبح خاصم خصما وغلب خصمه ونصر عليه والمشي فوق الماء في بحر أو نهر يدل على حسن دينه وصحة يقينه، وقيل بل يتيقن أمرا هو منه في شك وقيل يسافر سفرا في خطر على توكل.
ومن رأى كأن الماء يجري على سطحه أصابته بلية من السلطان دالة على الرجل المسلط الذي لا يقدر عليه إلا بملاطفة لجريانه وسلطانه والراكد منه أهون مراما وألطف أمرا ويدل على المحارب القاطع للطريق وعلى الأسد وعلى ما يدل عليه السيل فمن رأى واديا قد حال بينه وبين الطريق فإن كان مسافرا قطع عليه الطريق لص أو أسد أو عقله عن سفره مطر أو سلطان أو صاحب مكس وإن كان حاضرا نالته غمة وبلية لقوله تعالى – مبتليكم بنهر – وإما سلطان يقدم إليه سيما إن دخل فيه فأما أن يسجنه أو يأمر بضربه أو يناله حزن إذا كان قد ناله منه رجل أو منعه من الخلاص منه تياره فأما مرض يقع فيه من برد أو استسقاء فكيف إن كان ذلك في الشتاء وكان ماؤه كدرا فهو أشد في جميع ما يدل عليه فان قطعه وجاوزه أو خرج منه نجا من كل ما هو فيه من الغم والأسقام ومن كل ما يدل عليه من البلايا والأحزان ومن استقى من نهر فشرب أصاب مالا من رجل خطير كقدر ذلك النهر ومن دخل نهرا فأصابه من قعره وحل أو طين أصابه هم من رجل حاله كحالة ذلك النهر في الأنهار ومن قطع نهرا إلى الجانب الآخر قطع هما أو هولا أو خوفا وسلم منه إن كان فيه وحل والنهر الكبير الغالب رجل منيع ذو سلطان ودخوله بلده دخول السلطان إليها وصفاء الماء عدل السلطان ورجوع الماء إلى وراء عز السلطان وعلو الماء فوق المقدار علو من ذلك السلطان فوق مقداره وصعوده السطح قهر السلطان رعيته وإحلاله بالجذوع أسره للرجال وذهاب الماء بالطعام إغارة السلطان على أموالهم وذهابه بالفرش سبيه لنسائهم وحفر النهر إصابة مال وكذلك الماء فيه وكذلك رؤيا الرجل الماء في بستانه رزق يساق إليه لقوله تعالى – نسوق الماء إلى الأرض الجرز – فان رأى كأنه وقع في ماء ثم خرج منه فإنه يقع في حزن ثم يخرج منه فان رأى كأنه وثب من النهر إلى شطه فإنه ينجو من شر السلطان وينال ظفرا على الأعداء لقوله تعالى – فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه -.
وأما دجلة: فمن شرب ماءها فإنه ينال الوزارة إن كان من أهلها ويصيب مال الوزير، ومن رأى أنه يشرب من ماء الفرات نال بركة ونفعا ونعمة فان رأى أن ماء الفرات قد يبس فإنه يموت الخليفة أو يذهب ماله وربما وقع التأويل على وزير الخليفة ومن شرب من نهر النيل فإنه ينال ذهبا بقدر ما شرب ومن رأى أن ماء الوادي غمره من غير أن يغرق فيه فإنه يصيبه غم وإن خرج منه نجا من الغم وإن رأى الانسان كأن ماء النهر يختطفه أو شيئا من دوابه أو متاعه أو يذهب به فإنه مضرة وخسران له فان رأى كأنه يجري إلى بيته نهرا صافي الماء دل على يسار ومال وقيل إن ذلك للغني علة تصيبه ومنفعة تكون لأهل البيت فان رأى نهرا يجري من بيته والناس يشربون منه فإنه إن كان غنيا أو ذا شرف فذلك يدل على خير ومنافع تكون منه لأهل البلد يكرمهم وينفق عليهم ويأتي منزله قوم كثيرون محتاجون وينالون منه منفعة وإن كان صاحب الرؤيا فقيرا فإنه يطرد امرأته أو ابنه أو أحدا من بيته بسبب زنا أو فعل قبيح فان رأى أنه يجري إلى بيته ماء صافيا دل على يسار ومال.
السواقي: الساقية تدل على مجرى الرزق ومكانه وسببه كالحانوت والصناعة والسفر ونحو ذلك وربما دلت على القروح لمدها بالماء فهي مجراه مع سقيها البساتين وربما دلت على السقاء والسقاية لحملها للماء ومجيئها به وربما دلت على محجة طريق السفر لسير المسافرين عليها كالماء وربما دلت على الخلق لأنه ساقية الجسم وربما دلت على حياة الخلق إن كانت للعامة أو حياة رأسها إن كانت خاصة فمن رأى ساقية تجرى بالماء من خارج المدينة إلى داخلها في أخدود بماء صاف والناس يحمدون الله عليها أو يشربون من مائها ويملأون آنيتهم منها فانظر إلى ما هم فيه فان كانوا في وباء انجلى عنهم وأمدهم الله سبحانه بالحياة وإن كانوا في شدة أتاهم الله بالرخاء إما بمطر دائم أو رفقة بالطعام وإن لم يكونوا في شيء من ذلك أتتهم رفقة بأموال كثيرة لشراء السلع وما كسد عندهم من المتاع وإن كان ماؤها كدرا أو مالحا أو خارجا عن الساقية مضرا بالناس فإنه سوء يقدم على الناس وشر فيهم إما سقم عام كالزكام في الشتاء والحمى في الصيف أو خبر مكروه على المسافرين أو غنائم حرام وأموال خبيثة تدخل على قدر الرؤيا وزيادتها وأما من رآها جارية إلى داره أو حانوته فدليلها عائد عليه في خاصته على قدر صفائها وطيب مائها واعتدال جريانها فان رآها جارية إلى بستانه أو فدانه نظرت في حاله فإن كان عزبا تزوج أو اشترى جارية ينكحها فان كانت له زوجة أو جارية وطئها وحملت منه إن شربت أرضه أو بستانه أو نبت نباته وإن رأى جريانها شنيعا بخلاف ما تجري السواقي به إن كان ماؤها دما فان أهله ينكحها غيره إما في عصمته أو من بعد فراقه على قدر حاله وما في زيادة منامه وقال بعضهم الساقية التي يسدها الرجل الواحد ولا يغرق فيها فهي حياة طيبة لمن ملكها خاصة إذا نقص الماء من مجراه المحدود في الأرض فان فاض عن مجراه يمينا وشمالا فهو هم وحزن وبكاء لأهل ذلك الموضع وكذلك لو جرت الساقية في خلال الدور والبيوت فإنها حياة طيبة للناس وحكي أن رجلا رأى ساقية مملوءة زبلا وكناسة وقد كان أخذ مجرفة ونظف تلك الساقية وغسلها بماء كثير لتكون جرية الماء فيها سريعة صافية فعرض له أنه أصبح من الغد وقد احتقن وأسهل طبيعته.
الحوض: رجل سلطان شريف نفاع فان رأى حوضا ملآن فإنه ينال كرامة وعزا من رجل سخي فان توضأ منه فإنه ينجو من هم.
القنوات: القناة تدل على خادم الدار لما يجرى عليها من أوساخ الناس وأهلها وربما دلت على الفرج الحرام سيما الجارية في الطرقات والمخلات المبذولة لكل من يطأ عليها ويبول فيها لقذارتها لان الرسول عليه السلام كنى عن الفاحشة بالقاذورة وربما دلت على الفرج والغمة لأنها فرج أهل الدار إذا جرت وهمهم إذا انحسرت أو انسدت فمن رأى قناة داره قد انسدت نشزت زوجته أو منعته نفسها فاهتم لذلك أو سدت عليه مذاهبه فيما هو له في اليقظة طالب من رزق أو نكاح أو سفر أو خصومة وقد يدل ذلك على حصر يصيبه من تعذر البول. وأما القناة المجهولة فمن بال فيها دما أو سقط فيها وتخضب بمائها وتلطخ بنجاستها أتى امرأة حراما بزنا أو غير ذلك إن لاق ذلك به وإلا وقع في غمة وورطة من سبب خادم أو امرأة أو غير ذلك على قدر زيادة الرؤيا وما في اليقظة والناعورة خادم يحفظ أموال الناس في السر وقيل الدواليب والنواعير دوران التجارات والأموال وانتقال الأحوال على السفر.
الجرة: أجير منافق يجري على يديه مال ويؤتمن عليه وشرب الماء منها مال حلال وطيب عيش فمن رأى أنه شرب نصف مائها فقد نفد نصف عمره فان شرب أقل أو أكثر فتأويله ما بقي أو نفد من عمره وكذلك في سائر الأواني فقس عليه وقيل الجرة امرأة أو خادم أو عبد وربما دلت إذا كانت مملوءة زيتا أو عسلا أو لبنا لأهل الدنيا على المطمورة والمخزن والكيس وعلى العقدة من بدرة فأقل وكذلك سائر أوعية الفخار من الكيزان والقلال وغيرها تجري مجرى الجرة.
الكيزان: هي الجواري والخدم والمستحبون للنكاح والوط، فمن شرب منها أفاد مالا من جهتهم وانكسار مؤنهم وقال بعضهم من رأى أنه شرب ماء في موضع غير مألوف على ظهر سفرة في إناء مجهول من يد ساق مجهول فإنه قد نفد من عمره بقدر ما شرب من الاناء وربما كان ذلك نفاد رزقه من البلدة التي هو فيها أو المحلة أو السوق وأشباه ذلك وكل ماء عذب في إناء فهو مال مجموع حلال والبرادة قيل هي امرأة رئيسة رفيعة نافعة ذات خدم كثيرة والخابية امرأة خيرة والشرب منها مال يناله من قبلها ومن رأى كأنه استقى ماء وصبه في خابية فإنه ينال مالا ويودعه لامرأة والخابية تجري مجرى الزير.
زير الماء: وهو الحب يدل على قيم الدار ويدل على مخزنه وحانوته وعلى زوجته الحاملة لمائه والقربة دالة على نحو ما دل عليه الزير والبربخ رجل حازم قد جرب السلطان وإذا جرى الماء فيه فإنه وال وإذا لم يجر فيه فإنه معزول. حكي أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأني أشرب من قلة ضيقة الرأس قال تراود جارية عن نفسها. وسئل ابن سيرين عن رجل أخذ جرة وأوثق فيها حبلا وأدلاها في ركية فلما امتلأت الجرة انحل الحبل وسقطت الجرة فقال الحبل ميثاق والجرة امرأة والماء فتنة والركية مكر وهذا رجل بعثه صاحب له يخطب له امرأة فمكر الرجل وتزوجها وأتاه آخر فقال رأيت على كفي جرة ماء فوقعت الجرة وانكسرت وبقي الماء فقال امرأتك حامل قال نعم قال فإنها تموت ويبقى الولد.
الدلو: رجل يستخرج أموالا بالمكر فمن رأى أنه يدلو من بئر ماء ويحوي الماء في إنائه فإنه يحوي مالا من مكر فان رأى أنه يفرغه في غير إناء فإنه لم يلبث معه ذلك المال حتى يذهب وتذهب منافعه عنه فان سقاه بستانه فإنه يصيب به امرأة ويصيب منها إصابة فان أثمر البستان أصاب منها ولدا على نحو ما يرى من تمام ذلك فان رأى بئرا عتيقة فسقى منها إبلا أو أناسا أو بهائم فهو يعمل خير الاعمال وأشرفها من البر على قدر قوته وجده فيه وهو بمنزلة الراعي الذي يفرغ الماء من البئر على رعيته من الإبل والشاء، ومن رأى أنه يدلو من بئر عتيقة ويسقى الحيوان فهو مراء لدين أو لدنيا بقدر قوته عليها وإن رأى أنه يدلو لنفسه خاصة فهو يبلغ في عمله بمصلحة دنيا بمقدار قوته لنزعه الدلو لدنياه خاصة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” رأيت كأني على قليب أنزع على غنم سود ثم أخذ أبو بكر الدلو بعد ونزع ذنوبا أو ذنوبين وفي نزعه ضعف والله يغفر له ثم أخذ الدلو من بعده عمر بن الخطاب وخالط الغنم غنم بيض فاستحالت الدلو في يده غربا فلم أر عبقريا من الرجال يفري فريك يا ابن الخطاب “. وحكي أن رجلا أتى ابن عباس فقال رأيت كأني أدليت دلوا في بئر وامتلأ ثلثا الدلو وبقي الثلث، فقال غبت عن أهلك منذ ستة أشهر وامرأتك حاما وستلد لك غلاما فقال ما الدليل؟ فقال لأني جعلت البئر امرأة والبشارة التي كانت في الجب كان يوسف عليه السلام فعلمت أنه غلام، وأما ثلثا الدلو فستة أشهر والثلث الباقي ثلاثة شهر فقال صدقت قد ورد كتابها بأنها حامل منذ ستة أشهر، والبكرة رجل نفاع مؤمن يسعى في أمور الناس من أمور الدنيا والدين فمن رأى أنه يستقي بها ماء ليتوضأ فإنه يستعين برجل مؤمن معتصم بدين الله تعالى لان الحبل دين فان توضأ وتمم وضوءه به فإنه يكفى كل هم وغم ودين، وقيل الدلو يدل على من ينسب إلى المطالبة ومنه دلونا إليه بكذا وكذا أي توسلنا فمن أدلى دلوه في بئر نظرت في حاله فإن كان طالب نكاح نكح فكان عصمته وعقده بالنكاح والدلو ذكره وماؤه نطفته والبئر زوجته وإن كان عنده حمل أتاه غلام لقوله تعالى – فأدلى دلوه قال يا بشرى هذا غلام وإلا أفاد فائدة من سفر أو مطلب لان السيارة وجدوا يوسف عليه السلام حين أدلوا دلوهم فشروه وباعوه بربح وفائدة قال الشاعر: وما طلب المعيشة بالتمني * ولكن ألق دلوك في الدلاء تجئ بمائها طورا وطورا * تجئ بحمأة وقليل ماء. وإن كان المستقي بالدلو طالبا للعلم كانت البئر أستاذه الذي يستقى منه علمه وما جمعه من الماء فهو حظه وقسمه ونصيبه.
السفينة: دالة على كل ما ينجى فيه مما يدل الغرق عليه لان الله سبحانه نجى بها نوحا عليه السلام والذين معه مما نزل بالكفار من الغرق والبلاء وتدل على الاسلام الذي به ينجى من الجهل والفتنة وربما دلت على الزوجة والجارية التي تحصن وينجى بها من النار والفتن لان الله سبحانه سماها جارية وربما دلت على الوالد والوالدة اللذين كانت بهما النجاة من الموت والحاجة لا سيما أنها كالأم الحاملة لولدها في بطنها وربما دلت على الصراط الذي عليه ينجو أهل الايمان من النار وربما دلت على السجن والهم والعقلة إذا ركدت لقصة يونس عليه السلام، فمن رأى أنه ركب سفينة في البحر فانظر إلى حاله ومآل أموره فإن كان كافرا أسلم سيما إن كان صعد إليها من وسط البحر من بعد ما أيقن بالهلاك وإن كان مذنبا تاب من ذنبه وإن كان فقيرا استغنى من بعد فقره وإن كان مريضا أفاق من مرضه إلا أن يكون ركبها مع الموتى وكان في الرؤيا ما يؤكد الموت فيكون ركوبها نجاة من فتن الدنيا وإن كان مفيقا وكان طالب علم صحب عالما أو استفاد علما ينجو به من الجهل لركوب موسى مع الخضر عليه السلام في السفينة وإن رأى ذلك مديون قضى دينه وزال همه وإن رأى ذلك محروم ومن قدر عليه رزقه آتاه الله الرزق من حيث لا يحتسب إذا كانت تجري به في طاروسها فيدل ذلك على ربح الريح وطاروس الاقبال وإن رأى ذلك عزب تزوج امرأة أو اشترى جارية تحصنه وتصونه وإن رأى فيها ميتا في دار الحق نجا وفاز برحمة الله تعالى من النار وأهوالها وكذلك في المقلوب لو رأى من هو في البحر كأنه في المحشر وقد ركب على الصراط وجازه فإنه ينجو في سفينته وممره من هول بحره وحوادثه إلا أن يكون أصابه في المنام في ممره من النار سوء فإنه يناله في البحر مثل ذلك ونحوه وإن جرت بمسجون نجا من سجنه وتسبب في نجاته وإن وصل إلى ساحل البحر أو نزل إلى البر كان ذلك أعجل وأسرع وأحسن، وأما إن رأى السفينة راكدة وأمواج البحر عاصفة دام سجنه إن كان مسجونا وطال مرضه إن كان مريضا ودام تعذر الرزق عليه وعجز عن سفره إن حاول ذلك وتعذر عليه الوصول إلى زوجته إن كان قد عقد عصمتها وفتر عن طلب العلم إن كان طالبا لا سيما إن كان ذلك في الشتاء وارتجاج البحر وقد يدل ذلك على السجن لما جرى على يونس عليه السلام من الحبس في بطن الحوت حين وقفت سفينته إلا أن عاقبة جميع ما وصفناه إلى خير إن شاء الله ونجاة لجوهر السفينة وما تقدم لها، وفيها من نجاة نوح عليه السلام ونجاة الخضر وموسى عليهما السلام ونجاة السفينة من الملك الغاصب لان الخضر عابها وخلع لوحا من ألواحها مع حسن عاقبة يونس عليه الصلاة والسلام من بعد حاله وما نزل به ولذلك قالوا لو عطبت السفينة أو انفتحت لنجا من فيها إلا أن يخرج راكبها إلى البر أو يسعى به فيه فلا خير فيه فإن كان مريضا مات وصار إلى التراب محمولا حملا شنيعا فإن كان في البحر عطب فيه ولعل مركبه تنكسر لجريانه في غير مجراه بل من عادته في اليقظة إذا دفع بطاروسه إلى البر انكسر وعطب وإن رأى طالب علم أن سفينته خرجت إلى البر ومشت به عليه خرج في علمه وجدله إلى بدعة أو نفاق أو فسوق لان الفسوق هو الخروج عن الطاعة وأصل البروز والظلم وضع الشيء في غير مكانه فمن خرج في ركوب السفينة إلى الماء الذي به نجاتها وهو عصمتها إلى الأرض التي ليس من عادتها أن تجري عليها فقد خرج راكبها كذلك عن الحق والعصمة القديمة فان لم يكن ذلك فلعله يحنث في زوجته ويقيم معها على حالته أو لعله يعتق جاريته ويدوم في وطئها بالملك أو لعل صناعته تكسد ورزقه يتعذر فيعود يلتمسه من حيث لا ينبغي له وأما إن جرت سفينته في الهواء على غير الماء فجميع ما دلت عليه هالك إما عسكر لما فيها من الخدمة والريش والعدة وإما مركوب من سائر المركوبات وقد تدل على نعش من كان مريضا من السلاطين والحكام والعلماء والرؤساء، وقال بعضهم من رأى أنه في سفينة في بحر داخل ملكا عظيما أو سلطانا والسفينة نجاة من الكرب والهم والمرض والحبس لمن رأى أنه ملكها فان رأى أنه فيها كان في ذلك إلا أن ينجو فان خرج منها كانت نجاته أعجل فإن كان فيها وهو على أرض يابسة كان الهم أشد والنجاة أبعد فان رأى وال معزول أنه ركب في سفينة فإنه يلي ولاية من قبل الملك الأعظم على قدر البحر ويكون مبلغ الولاية على قدر إحكام السفينة وسعتها وبعد السفينة من البر بعده من العزل وقيل إن ركوب السفينة في البحر سفر في شدة ومخاطرة وبعدها من البر بعده من الفرج وإن كان في أمر فإنه يركب مخاطرة فان خرج منها فإنه ينجو ويعصى ربه لقوله تعالى – فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون – فإن كان صاحب الرؤيا قد ذهبت دولته أو كان تاجرا قد ضاعت تجارته فان السفينة رجوع ذلك فان غرقت السفينة وتعلق منها بلوح فان السلطان يغضب عليه إن كان واليا ثم ينجو وترجع إليه الولاية وإن كان تاجرا فهو نقصان ماله ويعوض عنه وإن غرقت فهو بمنزلة الغريق ومن رأى أنه في سفينة في جوف البحر فإنه يكون في يدي من يخافه ويكون موته نجاة من شر ما يخافه. وغرق سفينته وتفرق ألواحها مصيبة له فيمن يعز عليه وقيل إن غرق السفينة سفر في سلامة لقوله تعالى – سخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره ولتبتغوا من فضله والسفينة المشحونة بالناس سلامة لمن كان فيها في سفر لقوله تعالى – فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون وأخذ مجذاف السفينة إصابة علم أو نيل مال من ذي شوكة وأخذ حبل السفينة حسن الدين وصحبة الصالحين من غير أن يفارقهم لقوله تعالى – واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا -. وحكي أن رجلا أتى ابن سيرين، فقال رأيت كأني في سفينة سوداء لم يبق منها إلا الحبال. قال أنت رجل لم يبق من دينك إلا الاخلاص وحبال السفينة أصحاب الدين.
تفسير الاحلام لابن سيرين – الباب الحادي والأربعون: في البحر وأحواله و السفينة و الغرق و الأنهار و الآبار و المياه وظروفها من الدلاء و الخوابي و الجرر و الكيزان