الكركم هو جذور لأحد النباتات التي تنمو في دول جنوب وشرق آسيا مثل الهند، والصين، وبنغلادش، وإندونيسيا. لكن موطن الكركم الأصلي هو الهند، حيث تنتج الهند سنوياً حوالي المليون طن أي ما يعادل الـ 80% من الإنتاج العالمي لعشبة الكركم ذات الفوائد الصحية والعلاجية الجمّة. وقد زاد الإنتاج العالمي للكركم بعد زيادة اهتمام الناس بهذه النبتة سواء من الناحية الصحية أو في مجال الطبخ فزاد الطلب عليه، وكذلك بعد الأبحاث الكثيرة التي أكدت فوائد الكركم، وضرورة إدراجه ضمن قائمة الأطعمة الصحية التي لا يجب أن يخلو منها أي مطبخ.

ينتمي الكركم لنفس عائلة الزنجبيل ويحتاج خلال نموه لكي يزدهر إلى درجات حرارة معتدلة حوالي الـ 30° درجة مئوية، وإلى كمية كبيرة من الأمطار الموسمية، وكذلك إلى التربة الخصبة.

يتم انتزاع جذور نبات الكركم بعد اكتمال نموه وخصوصاً الجذمور (هو الجذر الرئيسي الذي تتفرع منه بقية الجذور حيث تتركز فيه المواد الفعالة)، ثم يتم غسله وتنظيفه من التراب، ثم تجفيفه وطحنه، ليصبح بعد ذلك جاهزاً للاستهلاك (كذلك يمكن استهلاكه طازجاً دون تجفيف أو طحن).

الكركم في الطب الأيورفيدي

للكركم مكانة مقدسة في الطب الأيورفيدي (وهو منظومة من تعاليم الطب التقليدي الهندي القديم، ويعرف أيضاً باسم علم الحياة، وقد انتشر إلى مناطق مختلفة من العالم كأحد أشكال الطب البديل). حيث أنّ المُعالِجون والممارسون لهذا الطب يعتقدون أن للكركم صفة مميزة تجعله بمثابة المادة التي تنظف وتنقي جميع أعضاء الجسم المختلفة.

يستعمل الكركم في الطب الهندي منذ آلاف السنين ويعرف بأسماء مختلفة مثل: الزعفران الهندي، وهالدي، والعشبة الذهبية، والعشبة الطبية وغيرها.

مركب الكركومين هو السبب

إن مركب الكركومين Curcumin الموجود في الكركم حسب الدراسات قد يكون هو المسؤول وهو السر وراء فوائد الكركم الكثيرة، وهو نفسه المركب الذي يعطي للكركم صبغته الصفراء البرتقالية ناصعة اللون والتي يتميز بها الكركم. وقد تم اكتشاف وعزل مركب الكركومين الموجود في الكركم لأول مرة سنة 1815 من قبل الكيميائي والصيدلاني الفرنسي العالم بيري جوزيف بليتر، حيث أطلق عليه حينها الكركومين أو المادة الملونة الصفراء.

القيم والعناصر الغذائية في الكركم

قبل التعرف على أهم فوائد واستعمالات الكركم يمكننا في الجدول التالي أخذ نظرة سريعة على القيم والعناصر الغذائية الموجودة في الكركم.

 فوائد الكركم

هنا أهم خمسة فوائد للكركم والتي يمكن الحصول عليها في حال تم استعمال الكركم بالطريقة الصحيحة مع الأخذ بعين الإعتبار العوامل التي تؤثر (تزيد أو تنقص) في امتصاص المواد الفعّالة الموجودة في الكركم كمركب الكركومين.

1. الكركم يجعل الخلايا السرطانية تنتحر ذاتياً

   لقد تبين أن الكركم يحارب السرطان وذلك بفضل قدرته على تحفيز الانتحار الذاتي المبرمج للخلايا السرطانية. حيث ظهر أن مادة الكركومين ذات الخصائص الصحية القوية ومن خلال آلية معينة تشجع الانتحار الذاتي للخلايا السرطانية الخبيثة. لذلك نصح علماء بأن يتعاطى مرضى السرطان ما بين 2000 و4000 مليجرام بشكل يومي من مستخلص الكركومين Curcumin مع وجبة غنية بالمغذيات كي يكون ذلك لهم كابح محتمل لمرض السرطان. وكذلك يعتبر الثوم كما الكركم مضاد قوي للسرطان.

2. الكركم لحماية الكبد وعلاج التهاب الكبد

   يعتبر الكبد أحد أهم أعضاء الجسم لما يقوم به من عمليات كيميائية معقدّة تنعكس في حالة سلامة الكبد وصحته بشكل إيجابي على الصحة العامة للجسد. حيث يعتبر الكبد المصنع الرئيسي للجسم لما  يقوم به من عمليات تصنيع وتركيب وتحويل وتخزين وتكسير وتكوين وتحطيم وغيرها من العمليات الكيميائية المختلفة. ونظراً لأن الكبد يقوم بعمليات هامة كثيرة فإن الإنسان قد يموت خلال 24 ساعة بعد توقف عمل الكبد. الكركم يمكن أن يحمي الكبد من السموم والفطريات والميكروبات، ويجعل الكبد يعمل بكفاءة ونشاط، ويصبح أكثر حيوية وخال من السموم. كذلك يساعد الكركم في علاج مرضى التهاب الكبد الوبائي كون مركب الكركومين الموجود في الكركم يعتبر مضاد طبيعي للالتهابات.

3. من فوائد الكركم أنه يعالج اضطرابات الجهاز الهضمي

   يمكن للكركم أن يعمل كمحفز للجهاز الهضمي، حيث يساعد الكركم في عمليات الهضم كونه يحث على إفراز الأنزيمات الهاضمة التي تسرع من  تفكيك السكريات والدهون وبالتالي حماية المعدة والأمعاء من القرحة، ومنع حدوث عسر هضم، وتنظيم عمل الجهاز الهضمي.

4. الكركم يحمي القلب ويحسن من تدفق الدم

   للكركم خاصية مماثلة كالتي في الزنجبيل من حيث تحسين الدورة الدموية. حيث يعمل الكركم على تحسين تدفق الدم في الشرايين وذلك كونه يحتوي على مركب الكركمين الذي يعمل على تنظيف الدم من الجذور الحرة المضرة بالقلب وخصوصاً جذور الأوكسجين الحرة. كذلك يمنع الكركم من تكدُّس وترسُّب الدهون الثلاثية والكوليسترول الضار في الشريانيين وبالتالي منع انسدادها، كذلك يحتوي على مواد تمنع تجلط وتخثر الدم، مما يجعل تدفق الدم أكثر سهولة، ويجعل القلب أكثر صحة، ويقي من السكتة الدماغية، ويخفّض من ضغط الدم المرتفع. وكذلك يساعد الكركم في التخسيس والتنحيف وحرق الدهون. وكما هو معروف فإنّ الوزن المثالي للجسم يقويّ ويفيد عضلة القلب وخصوصاً لو لازمه ذلك توقف عن التدخين.

5. الكركم لبشرة أفضل ولصحة وسلامة الجلد والشعر والأظافر

   من فوائد الكركم أنه يؤخر من ظهور علامات الشيخوخة في الجلد والبشرة ويجعلها تظهر أكثر فتوة وحيوية. كذلك يحمي الكركم الجلد من الأضرار التي قد تلحق به جراء التعرض المباشر لأشعة الشمس. كذلك يمكن أن يساعد الكركم في علاج مرض الصدفية الجلدي حيث يشبه في تأثيره في علاج مرض الصدفية تأثير مرهم أو دواء الصدفية كلوبيتازول. يحد الكركم من الالتهابات الجلدية، ويمنع من ظهور حب الشباب، ويعالج الأكزيما، ويُسرّع في التئام الجروح، ويساعد في الحروق الجلدية، ويثبط نمو أو تكاثر البكتريا والفطريات، ويعتبر مطهر طبيعي من الجراثيم والفطريات الجلدية. ويقوي بصيلات الشعر فيمنع من تساقطه، ويحمي الأظافر ويجعلها تبدو صحية وسليمة ويخلصها من الفطريات وخصوصا أظافر القدمين. وكذلك تعتبر عشبة وبذور الحلبة جيدة في هذا المجال من أجل صحة وسلامة البشرة.

6. الكركم كبديل عن بعض الأدوية

   الكركم حسب دراسات ولما يحتويه من مركبات فعالة وشبيهة بتلك الموجودة في الأدوية، فإنه يمكن أن يكون بديلاً عن 12 دواء مثل: الأدوية المضادة للألم كدواء الأسبرين، والمضادة للالتهابات كدواء الكورتيزون، والمضادة للاكتئاب كدواء بروزاك. كما هو مشار في الجدول التالي:

وصفات وطريقة استعمال الكركم

أفضل وصفات تناول الكركم هي الوصفات التي يستطيع جسمك من خلالها الإستفادة من الكركم بشكل أكبر بحيث يكون امتصاص مركب الكركومين أكثر كفاءة؛ هي الوصفات التي تحتوي على الفلفل الأسود والدهون بنفس الوقت. وذلك كون مركب الكركومين الموجود في الكركم يذوب في الدهون فيكون امتصاصه أفضل عبر الأمعاء، وكذلك كون مركب ببرين Piperine الموجود في الفلفل يساعد على امتصاص مركب الكركومين الموجود في الكركم بنسبة تصل الى العشرين ضعف.

إليك بعض الوصفات السهلة واللذيذة والصحية بنفس الوقت لأجل الحصول على فوائد الكركم:

شوربة: مرق اللحم بالكركم

1. المكونات:
   – أربعة أكواب من مرق اللحم (ماء تم فيه سلق لحم ثم إزالة اللحم ويبقى المرق أو ماء اللحم فقط) سواء لحم غنم أو بقر، أو دجاج أو غيره.
   – ملعقة واحدة صغيرة من بودرة الكركم أو شريحتين من الكركم الطازج.
   – ثلاثة فصوص من الثوم.
   – شريحة واحدة من الزنجبيل الطازج.
   – ملعقة كبيرة من خل التفاح.
   – نصف ملعقة صغيرة من الفلفل الأسود.
   – نصف ملعقة صغيرة من الكمون.
2. خطوات التحضير
   – نضع جميع المكونات السابقة في خلاط الطعام ونخلطه جيداً.
   – نضع الخليط في وعاء الطهي.
   – نضع الوعاء على نار هادئة لمدة عشرة دقائق.
   – نسكبه في أكواب التقديم وبالصحة والهناء.

حليب بالكركم

•  يتم غلي نصف لتر من الحليب.
• يُضاف للحليب المغلي 2 شريحة من الكركم الطازج أو نصف ملعقة صغيرة من بودرة الكركم.
• نتركه لمدة خمس دقائق ثم نسكبه في أكواب التقديم مع تحليته بالعسل الطبيعي حسب الرغبة.

شاي الكركم

• يتم غلي نصف لتر ماء.
• يضاف للماء المغلي 2 شريحة من الكركم الطازج أو نصف ملعقة صغيرة من مسحوق الكركم.
• نتركه خمس دقائق ثم نسكبه في أكواب التقديم مع تحليته بالعسل الطبيعي ونقدمه.

عصير الكركم  بالموز والحليب

1. حبتين من الموز متوسطة الحجم.
2. كوب واحد من الحليب الطازج كامل الدسم، أو حليب جوز الهند، أو حليب الصويا.
3. ملعقة كبيرة واحدة من العسل طبيعي.
4. ملعقة صغيرة واحدة من الكركم المطحون أو شريحتين من الكركم الطازج.
5. نصف ملعقة صغيرة واحدة من القرفة المطحونة.
6. ملعقة صغيرة واحدة من مستخلص الفانيلا.
7. رشة صغيرة واحدة من الفلفل الأسود.
8. يتم وضع جميع المكونات السابقة في الخلاط وخلطها بشكل جيد ثم سكبها وتقديمها.

وصفة الكركم للبشرة

1. ملعقتين كبيرتين من الزبادي الطبيعي الغير مضاف إليه أي نكهات.
2. نصف ملعقة صغيرة من الكركم المطحون.
3. ملعقة صغيرة واحدة من العسل الطبيعي.
4. يتم دعك المكونات بشكل جيد إلى أن تتشكل لدينا عجينة.
5. يتم مسح العجينة ووضع الخلطة السابقة على الوجه أو المنطقة الجلدية، وتترك الخلطة لمدة عشرة دقائق على الجلد، ثم يتم غسل الوجه لنحصل على جلد صافي وخالي من الالتهابات.

مجموعات دراسات علمية حديثة أثبتت فوائد الكركم

• دراسة: الكركم  يساعد في بناء العظام و ترميمها
• دراسة: الكركم يحارب السرطان ويساعد في تقوية الذاكرة
• دراسة: الكركم يساعد في علاج سرطان البنكرياس
• دراسة: الكركم يحمي من الزهايمر والخرف
• دراسة: الكركم يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب
• دراسة: الكركم بديل لـ 14 نوعا من الأدوية
• دراسة: الكركم يزيل سموم الكبد ويمنح البشرة نضارتها
• دراسة:الكركم  يسهم في علاج السل
• دراسة: من فوائد الكركم أنه يحمي من قرحة المعدة
• دراسة: الكركم قادر على كبح سرطان القولون
• دراسة: الكركم قد يساعدك في التخلص من الاكتئاب
• دراسة: من فوائد الكركم أنه يساعد في علاج الصدفية
• دراسة: من فوائد الكركم أنه يحمى الأعصاب من التلف
• دراسة: الكركم يساعد في علاج سرطان الفم
• دراسة: الكركم يساعد فى علاج الذئبة والسرطان والسكر

أضرار الكركم في حالة الإفراط في تناوله

للكركم أضرار عديدة في حالة الافراط من تناوله، لذا يُنصح بتناوله باعتدال (بمقدار لا يزيد عن نصف ملعقة صغيرة يومياً للشخص البالغ من الكركم المسحوق؛ أو شريحتين من الكركم الطازج). وأهم أربعة أضرار للكركم في حالة الإكثار منه هي كالتالي:

1. سكر الدم

   الكركم قد يؤدي في حالة الإفراط من تناوله إلى هبوط كبير في مستوى سكر الدم وحدوث الغيبوبة أو الجلطة الدماغية، وخصوصا لدى الرياضيين أو مرضى السكري.

2.  نزيف دموي

   الكركومين الموجودة في الكركم هي مادة مميعة للدم تعمل مثل الاسبرين تماما، ففي حالة زيادة جرعة الكركومين قد يؤدي ذلك وخصوصاً لدى المرضى الذين يتناولون أدوية مميعة للدم إلى تضاعف خطر حصول نزيف دموي، لذا يُفضل استشارة الطبيب من قبل المرضى الذين يتعاطون أدوية تخثر أو تجلط الدم.

3. ضغط الدم

   كذلك يمكن للكركم أن يتسبب في هبوط مفاجئ في ضغط الدم، وذلك كونه يحتوي على مركبات تشبه أدوية ضغط الدم. لذا يُنصح باستشارة الطبيب من قبل مرضى ضغط الدم في حالة كانوا يتناولون أدوية خافضة لضغط الدم.

4. المراة الحامل والمرضع

   لا يُنصح بالكركم للمرأة الحامل كونه يزيد من تقلّصات الرحم فيشكل خطورة على الجنين، وكذلك لا يُنصح به خلال فترة الرضاعة.

ملاحظات

• للكركم المسحوق والطازج نفس الفوائد بشرط أن يكون المسحوق منه طبيعي وغير مضاف إليه مواد أخرى.
• يُفضّل شراء جذور الكركم وطحنها بالبيت كي نضمن أن الكركم طبيعي إلا إن كان مصدرها ذو ثقة.
• الكاري هي عبارة عن مجموعة توابل مختلطة (بما فيها الكمون والفلفل والكركم)، و أما اللون الأصفر البرتقالي في الكاري فسببه الكركم.
• إضافة الفلفل الأسود إلى الكركم يرفع من فائدته إلى مستوى العشرين ضعف، وذلك كون مركب الكركومين الموجود في الكركم ومركب الببرين Piperine الموجود في الفلفل الأسود يعملان بشكل جيد سويةً. لذا يُفضّل إضافة الفلفل الأسود مع الكركم في كل مرة نريد فيها استعماله خلال تحضير الطعام أو المشروبات الباردة أو الساخنة.