الْبَاب الأول فِي رُؤْيَة الله تَعَالَى وَالْعرش والكرسي واللوح والقلم
رؤية الله في المنام – تفسير الأحلام للإحسائي
رُؤْيَة الله تَعَالَى
اعْلَم أَن رُؤْيَة الله تَعَالَى لَا تكون غَالِبا إِلَّا للأصفياء والأولياء لكرامتهم عَلَيْهِ وَقد تقع لغَيرهم لَكِن نَادرا بل قد تقع للْكَافِرِ وَيدل ذَلِك على أَنه يسلم.
فَمن رأى الله تَعَالَى كَمَا يَنْبَغِي لجلاله من غير تَشْبِيه وَلَا كَيفَ فَإِنَّهُ ينظر إِلَيْهِ فِي الْآخِرَة.
فَإِن رأى أَنه تَعَالَى كَلمه ووعده بِخَير فَإِنَّهُ يغْفر لَهُ ويقربه من رَحمته وَيَرْزقهُ حَلَالا.
وَمَنْ رَأى فِي المنامِ أَنه تَعَالَى كَلمه من وَرَاء حجاب فَإِنَّهُ يدل على زِيَادَة مَاله وَنعمته وَقُوَّة دينه وأمانته.
وَمَنْ رَأى فِي المنامِ أَنه تَعَالَى يلاطفه ويعامله بالشفقة فَإِنَّهُ يلطف بِهِ وَيُدبر أُمُوره لَكِن يحصل لَهُ بلَاء.
وَمَنْ رَأى فِي المنامِ أَنه تَعَالَى نزل فِي أَرض أَو فِي بلد فَإِن الْعدْل يَشْمَل ذَلِك الْمَكَان وَيدل على الخصب لأَهْلهَا فَإِن كَانُوا ظالمين حلت بهم النقمَة.
وَمَنْ رَأى فِي المنامِ أَنه تَعَالَى نَاوَلَهُ شَيْئا من مَتَاع الدُّنْيَا فَإِنَّهُ يَبْتَلِيه لَكِن لَا يَخْذُلهُ.
وَمَنْ رَأى فِي المنامِ أَنه تَعَالَى ساخطا عَلَيْهِ دلّ على عقوقه لوَالِديهِ أَو أَحدهمَا.
وَمَنْ رَأى فِي المنامِ أَنه تَعَالَى اشْتَرَاهُ من نَفسه فَإِنَّهُ يكون شَهِيدا.
وَمَنْ رَأى فِي المنامِ أَنه تَعَالَى على غير مَا وصف بِهِ من صِفَات الْكَمَال فَإِنَّهُ يرتكب أمرا بَاطِلا من بِدعَة أَو غَيرهَا.
وَمَنْ رَأى فِي المنامِ أَن بَينه وَبَينه تَعَالَى حِجَابا خشِي عَلَيْهِ من عمل الْكَبَائِر.
رُؤْيَة الْعَرْش والكرسي
رؤيا العرش
وَمَنْ رَأى فِي المنامِ الْعَرْش والكرسي دلّ على أَن الرَّائِي زاكي الْعَمَل كثير الْخَيْر وَالْبركَة هَذَا إِن رآهما على هَيْئَة حَسَنَة وَإِلَّا دلّ على بِدعَة وضلالة.
وَمَنْ رَأى فِي المنامِ الْعَرْش وَهُوَ مَرِيض فإنه غير محمود.
وَمَنْ رَأى فِي المنامِ أَنه جَالس عَلَيْهِ فَإِنَّهُ رفْعَة وَعز وَشرف إِن كَانَ أَهلا.
والكرسي يدل للْعُلَمَاء وَذَوي المناصب على الرّفْعَة وَالْعدْل لمن جلس عَلَيْهِ وَيدل على التَّزَوُّج وَالسّفر.