رؤيا الهواء – تفسير الأحلام لابن غنام
الْهَوَاء: من رأى كَأَنَّهُ قَائِم فِي الْهَوَاء بَين السَّمَاء وَالْأَرْض نَالَ عزا وقدرة وَلَيْسَ لَهَا ثبات، وَإِن كَانَ الرَّائِي صَاحب أَمَان وغرور فَإِن رُؤْيَاهُ بَاطِلَة.
وَمن رأى كَأَنَّهُ يمشي فِي الْهَوَاء عرضا من غير صعُود نَالَ عزا عَظِيما أَو مَالا حَلَالا إِن كَانَ لذَلِك أَهلا وَإِلَّا فَإِنَّهُ يُسَافر، إِن لم يكن صَاحب أماني
. وَمن رأى كَأَنَّهُ مُتَعَلق بَين السَّمَاء وَالْأَرْض فَإِن قلبه مَشْغُول وَلَا يدْرِي مَا يصنع.
وَمن سقط من الْهَوَاء فَإِنَّ ينزل عن مرتبة، فَإِن لم يكن لَهُ مرتبَة فإنه ييأس من أَمر يَقْصِدهُ فيأمله.
وَقيل: من سقط من الْهَوَاء فِي مَنَامه وَكَانَ مهموما فرج همه.
والهواء الصافي دَلِيل خير لمن أَرَادَ السّفر وَلمن صنيعته تحْتَاج إِلَيْهِ وَإِلَى الشَّمْس.
والهواء أَيْضا يعبر بهوى النَّفس، فَمن عصى هَوَاهُ كَانَ من أهل الْجنَّة لقَوْله تَعَالَى (وَأما من خَافَ مقَام ربه وَنهى النَّفس عَن الْهوى فَإِن الْجنَّة هِيَ المأوى).
وَمن رأى كَأَنَّهُ يتبع هَوَاهُ فَإِنَّهُ مفرط فِي أمر من أُمُور دينه لقَوْله تَعَالَى: (وَاتبع هَوَاهُ وَكَانَ أمره فرطا).