رؤيا الكلب – تفسير الأحلام لابن غنام
الكلب في المنام يؤول برجل عضاض مجترئ على الْمعاصِي، وَإِذا نبح فَهُوَ سَفِيه طماع، وَمن راى كَلْبا عضه أَو خدشه ناله من عدوه هم بِقدر الْأَلَم، وَمن رأى كَلْبا مزق ثِيَابه فَإِن سَفِيها يعاتبه وَإِن لم يسمع نبحه فَهُوَ عَدو يتْرك عداوته بِشَيْء يسير. والكلبة فِي الْمَنَام تؤول بامْرَأَة دنيئة من قوم معاندين. والجرو يؤول بولد، فَإِن كَانَ أَبيض فَهُوَ مُؤمن وَإِن كَانَ أسود فَإِنَّهُ يسود قومه، وَقيل: جرو الْكَلْب رجل سَفِيه.
وَمن رأى كلب رَاع نَالَ فَائِدَة من ملك أَو وَال.
وَالْكَلب الَّذِي يصاد بِهِ ملك وَولَايَة لمن رَآهُ وَكَانَ أهلا لذَلِك وَيصير إِلَيْهِ شَيْء ليستغني لقَوْله تَعَالَى (وَمَا علمْتُم من الْجَوَارِح مكلبين تعلمونهن مِمَّا علمكُم الله فَكُلُوا مِمَّا أمسكن عَلَيْكُم).
وَالْكَلب الصيني فِي الْمَنَام يدل على مُخَالطَة قوم من الْأَعَاجِم غير مُسلمين.
وَمن رأى كَأَنَّهُ يصيد بالكلاب فَإِنَّهُ يبلغ شَهْوَته وينال مناه.
وقيل: من رأى كلاب الصَّيْد خَارِجَة فَهُوَ دَلِيل خير لطَالب الرزق والخدمة، وَإِذا رَآهَا دَاخِلَة من الصَّيْد فَإِنَّهَا تدل على البطالة.
وَالْكَلب الحارس فِي الْمَنَام يدل على صِيَانة الزَّوْجَة وَالْمَال.
وَقيل: الْكلاب فِي الْمَنَام تدل على الْحمى بِسَبَب الْكَوْكَب الَّذِي يُسمى الْكَلْب. وقيل: كل أَجنَاس الْكلاب تدل على الجملة على قوم فيهم دناءة.
وَمن رأى كَأَنَّهُ صَار كَلْبا فَإِن الله قد أَتَاهُ علما فنسيه لقَوْله تَعَالَى (واتل عَلَيْهِم نبأ الَّذِي آتيناه آيَاتنَا فانسلخ مِنْهَا فَاتبعهُ الشَّيْطَان) إِلَى قَوْله: (فَمثله كَمثل الْكَلْب).
وَقيل الْكلاب تعبر بالشرطة.
وَقيل: الْكَلب يؤول بعَدو ضَعِيف لتحوله من جَوْهَر السبَاع ثمَّ يصير صديقا بعد العداوة، لقصة آدم عَلَيْهِ السَّلَام، إِذْ هَبَط إِلَى الأَرْض فاحتوشته السبَاع وَلم يخْش مِنْهَا كخشيته من الْكَلْب، فَنُوديَ من السَّمَاء لَا تخف وامسح بِيَدِك عَلَيْهِ، فَفعل آدم ذَلِك، فتملق الْكَلْب، فَجعل عدوا فِي التَّأْوِيل ثمَّ يرجع صديقا.
وَمن الرُّؤْيَا المعبرة:
أَن أَبَا بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ رأى كَلْبة خرجت من مَكَّة تمر على النَّاس، فَلَمَّا دنوا استلقت على ظهرهَا وَدرت أبزازها لَبَنًا، فَأخْبر بذلك النَّبِي فَقَالَ: ذهب كلبهم وَأقْبَلْ دِرْهَم ويستلقون بَعضهم ويسألونكم بأرحامهم، فَإِذا لَقِيتُم أَبَا سُفْيَان فَلَا تقتلوه، فَلَمَّا قدم الْمُسلمُونَ لفتح مَكَّة نصروا كَمَا أخبر النَّبِي.