رؤيا الصلاة – تفسير الأحلام لابن غنام
الصَّلَاة فِي الرُّؤْيَا هِيَ الدُّعَاء على قدر مَا صلى فَإِنَّهُ يَدْعُو الله ويبتهل إِلَيْهِ.
وَمن رأى أَنه صلى الْفجْر وأتمها فَإِنَّهُ ينَال شَيْئا وعد بِهِ من خيرا أو شَرّا لقَوْله تَعَالَى (إِن موعدهم الصُّبْح أَلَيْسَ الصُّبْح بقريب).
وَأما صَلَاة الظّهْر فَمن صلاهَا ظهر على عدوه.
وَمن صلى الْعَصْر فَإِنَّهُ ينَال يسرا بعد عسر.
وَأما الْمغرب فَمن صلاهَا فِي مَنَامه فَإِنَّهُ فِي أمره الذي يعمله قد انْتهى أو قرب انتهاؤه ويدركه عَاجلا. وَالْعَتَمَة -العشاء- كَذَلِك.
وَمن كَانَ طَالب حَاجَة وَرَأى كَأَنَّهُ يُصَلِّي فَرِيضَة وأتمها فَإِن حَاجته تقضى، وَإِن كَانَ عَلَيْهِ دين فَإِنَّهُ يقْضِي دينه.
وَمن صلى نصف صَلَاة وكان عليه دين في اليقظة فَإِنَّهُ يقْضِي نصف دينه لقَوْله تَعَالَى (فَنصف مَا فرضتم).
وَمن رأى كَأَنَّهُ يُصَلِّي نَافِلَة فَإِنَّهُ ينَال عِنْد الله مقَاما مَحْمُودًا لقَوْله تَعَالَى (وَمن اللَّيْل فتجهد بِهِ نَافِلَة لَك عَسى أن يَبْعَثك رَبك مقَاما مَحْمُودًا).
وَمن صلى وَهُوَ سَكرَان فَإِنَّهُ يشْهد بالزور أو يَأْتِي مَا نَهَاهُ الله عَنهُ لقَوْله تَعَالَى (لَا تقربُوا الصَّلَاة وَأَنْتُم سكارى).
وَمن صلى فِي الأتون فَإِنَّهُ يَنْكح فِي الدبر لِأَنَّهُ مَحل الْعذرَة.
وَمن صلى متيمما وَهُوَ يجد المَاء فَإِنَّهُ يتَزَوَّج ولكن يكون زواجه ليس مكتملا، وَرُبمَا دل ذلك على أنه يَرْجُو الْمَغْفِرَة وَهُوَ مصر على الذُّنُوب.
وَصَلَاة الاسْتِسْقَاء تؤول بطلب ولد، لِأَن المَاء من السَّمَاء فَيحل بالأَرْض فَيخرج النَّبَات.
وَمن صلى بِلَا وضوء فَإِنَّهُ يتَقرَّب إِلَى السُّلْطَان.
وَمن صلى الظّهْر رَكْعَتَيْنِ فَإِنَّهُ يُسَافر.
وَمن صلى فِي محراب وَنُودِيَ مِنْهُ بشر بِولد ذكر لقَوْله تَعَالَى (فنادته الْمَلَائِكَة وَهُوَ قَائِم يُصَلِّي فِي الْمِحْرَاب).
وَصَلَاة الْعِيد فَرح وسرور.
وَصَلَاة الْكُسُوف هم من امْرَأَة، وَقيل: أَمِير أَو وَزِير أَو ملك أَو هم. وَرُبمَا كَانَت صَلَاة الْكُسُوف في بلدة دَلِيلا على موت عَالم البلدة، وَرُبمَا دلّ ذَلِك على قحط أو جفاف فَإِن زَالَ الْكُسُوف زَالَ مَا ذَكرْنَاهُ إلى فرج.
وَمن رأى كَأَنَّهُ يُصَلِّي إِمَامًا وَهُوَ جَالس وَالنَّاس من وَرَائه قيام فَإِنَّهُ إِن كَانَ واليا ضعف فِي الْولَايَة وَإِن كَانَ إِمَامًا لمَسْجِد ضعف عَن أُمُور الْمَسْجِد.
وَمن رأى كَأَنَّهُ يُصَلِّي إِلَى جِهَة فَإِنَّهُ يقْصد بِتِلْكَ الْجِهَة لسفر أَو زِيَارَة صديق كَقَوْل الشَّاعِر:
سأجعل ذكرى لكم قبْلَة***أُصَلِّي إِلَيْهَا وأدعو بهَا
وَمَا اشتاقت النَّفس إِلَّا إِلَيْك***لِأَنَّك غَايَة مطلوبها
وَقيل من رأى كَأَنَّهُ يُصَلِّي إِلَى غير الْقبْلَة وَهُوَ من أهل الصّلاح فَإِنَّهُ يحجّ إِلَى بَيت الله تَعَالَى لقَوْله عز وَجل (وَللَّه الْمشرق وَالْمغْرب فأينما توَلّوا فثم وَجه الله)، وَإِن رأى فَاسق كَأَنَّهُ يُصَلِّي إِلَى غير الْقبْلَة فَإِنَّهُ فِي ضَلَالَة، فَإِن صلى إِلَى قبْلَة الْيَهُود فَإِنَّهُ يضارع اعتقاد اليهود، وَإِن صلى إِلَى قبْلَة النَّصَارَى فَإِنَّهُ يضارع اعْتِقَادهم من بِدعَة يدْخل فِيهَا.
وَمن كَانَ عزمه على الْحَج وَرَأى كَأَنَّهُ يُصَلِّي إِلَى الشمَال فَإِن عزمه يبطل وَلَا يتم حجه لِأَنَّهُ جعل الْقبْلَة وَرَاءه، وَإِن كَانَ فَاسِقًا فَإِنَّهُ ياتي زَوجته فِي دبرهَا. وَقيل: من صلى إِلَى جِهَة غير الْقبْلَة واستدبرها فَإِنَّهُ يَأْتِي كَبِيرَة أَو يحلف يَمِينا فاجرة.
وَمن فَاتَهُ صَلَاة أَو صَوْم وَلم يجد مَاء، عسر عليه أمرا من أموره فَإِن تيَمّم قربت لَهُ النجَاة.
وَمن رأى كَأَنَّهُ يَأْمر النَّاس بِالصَّلَاةِ وَهُوَ كثير الصَّلَاة فَإِنَّهُ ينَال رزقا حسنا لقَوْله عز وَجل (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ).
وَمن صلى وَهُوَ سَكرَان فَإِنَّهُ يشْهد بالزور.