باب: الْبَاب السَّادِس
فِي الْحَيَوَانَات
رؤيا الحيوانات – تفسير الاحلام لابن نعمة
وَهُوَ أَرْبَعَة أَقسَام: الْقسم الأول: خير مُطلقًا وَهُوَ مَا انْتفع بِهِ بَنو آدم غَالِبا كالخيل وَالْبِغَال وَالْحمير وَالْغنم وأمثالهم. الْقسم الثَّانِي: الشَّرّ وَهُوَ مَا يضر غَالِبا كالسباع والحيات والعقارب وأمثالهم. الْقسم الثَّالِث: مَا فِيهِ خير وَشر كأدوات الصَّيْد مثل الفهود والصقور والبزاة وَنَحْوهمَا. الْقسم الرَّابِع: لَا خير فِيهِ وَلَا شَرّ كالذبابة والنملة والخنفسة. فَمن رأى عِنْده أَو ملك وَاحِدًا من ذَلِك نسبته إِلَى مَا ذكرنَا.
قَالَ المُصَنّف: لما اخْتلف أغراض النَّاس فِي الْحَيَوَان فَمنهمْ من يركب عَلَيْهِ وَيحمل كالحمير وَالْجمال، وَمِنْهُم من يَأْكُلهُ وَلَا يركب عَلَيْهِ ويبيعه كالغزلان وَالْغنم وَنَحْو ذَلِك، وَمِنْهُم من يَأْكُل لَحْمه فِي وَقت صِحَّته وَيمْتَنع مِنْهُ وَقت مَرضه لكَونه يضرّهُ، وَمِنْهُم من يَأْكُل لَحْمه وَلَا يَأْكُل الناتج مِنْهُ كمن لَا يَأْكُل الألبان والجبن وَالسمن، وَمِنْهُم من يَأْكُل الناتج مِنْهُ وَلَا يَأْكُل الْحَيَوَان كالنحل يَأْكُل الْعَسَل مِنْهُ وَينْتَفع بشمعه وَيبِيع النَّحْل زلا يَأْكُلهُ، وَلذَلِك قُلْنَا مَا انْتفع بِهِ بَنو آدم حَتَّى يَشْمَل جَمِيع مَا ذكرنَا فَافْهَم. وَلما كَانَ النَّفْع فِي الْقسم الأول الَّذِي ذَكرْنَاهُ غَالِبا كَانَ الضَّرَر فِيهِ وجوده كَعَدَمِهِ، وَلما كَانَ الضَّرَر فِي الْقسم الثَّانِي صَار النَّفْع فِيهِ وجوده كَعَدَمِهِ فَلَا حكم لَهُ. وَفِي الْقسم الثَّالِث لما كَانَت أدوات الصَّيْد تحْتَاج إِلَى علوفة وكلفة وفيهن ممانعة وَقُوَّة نفس أعْطى الشَّرّ كَمَا أعْطى مَا يصطادونه الْخَيْر. وَلما كَانَ الْقسم الرَّابِع إِذا كَانَ الْفَرد مِنْهُ فِي الْبَيْت لَا يخَاف وَلَا يهرب مِنْهُ أحد وَلَا يقْصد لأجل تَرْبِيَته وَلَا فَائِدَة فِيهِ فَانْتفى مِنْهُ الْخَيْر وَالشَّر بِخِلَاف أَقسَام الْخَيْر فَإِنَّهُ يقْصد ملكه وبقاؤه لأجل مَا يطْلب من نَفعه. وَكَذَلِكَ أَقسَام الشَّرّ فَإِن الْحَيَّة أَو الْعَقْرَب أَو الْأسد إِذا كَانَ فِي الْمَكَان تحذر مِنْهُ النُّفُوس وتهرب مِنْهُ النَّاس فَعلمنَا أَنه دَال على النكد فَافْهَم ذَلِك.
رؤيا الحيوانات
فصل: وَأما الْحَيَوَانَات الَّتِي فِي الْبر فهم رجال الْبَوَادِي والطرقات، وَالْمَذْكُور ذُكُور والمؤنث إناث والمأكول لَحْمه فَائِدَة حَلَال لمن ملكهَا أَو انْتفع بهَا كالغزلان والوعول وبقر الْوَحْش والأرنب وأمثالهم فَمن ملك وَاحِدًا من ذَلِك: تزوج إِن كَانَ أعزب، أَو قدمت عَلَيْهِ فَائِدَة من سفر أَو يقدم عَلَيْهِ رجل مُسَافر، أَو يرْزق ولدا ذكرا إِن كَانَ ذكرا، وَإِن كَانَ أُنْثَى فأنثى، وَرُبمَا درت معيشته وَكَثُرت خدمه ومشت أَحْوَاله، وَتَكون كَثْرَة الْفَائِدَة وقلتها على قدر كبر الْحَيَوَان وصغره. قَالَ المُصَنّف: إِذا صَار الرَّائِي من حَيَوَان الْبر أعْطه من أَحْكَامه على مَا يَلِيق بِهِ، كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت كأنني صرت كَبْش جبل، قلت: أَنْت تطلب الْعُزْلَة وَالْعِبَادَة سترزق ذَلِك. وَمثله رأى نَصْرَانِيّ، قلت لَهُ: ستصير رَاهِبًا فِي قلالة، فَصَارَ كَذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت كأنني صرت بقرة وَحش، قلت: عزمت على الْخُرُوج إِلَى الْبَريَّة أَو إِلَى مَكَان خراب لتصطاد الْحَيَّات، قَالَ: صَحِيح. وَقَالَ آخر: رَأَيْت كأنني صرت يربوعاً، قلت لَهُ: أَنْت كثير الحذر والحيل وَعَلَيْك مطالبات ولدارك أَبْوَاب كَثِيرَة وَتدْخل من بَاب وَتخرج من آخر كاليربوع، قَالَ: صَحِيح. فَافْهَم ذَلِك.
وَإِذا دلّ الْحَيَوَان على الْفَائِدَة السهلة فَرَأى أَنه تحول فِي صفة حَيَوَان صَعب المراس دلّ على تَعب فِيمَا دلّ عَلَيْهِ. كمن أبْصر عِنْده غنمة يحلب مِنْهَا أَو يَأْخُذ عَنْهَا صُوفًا فرأها قد صَارَت فِي صفة فَهد أَو حَيَّة أَو أَسد دلّ على التَّعَب فِيمَا دلّ عَلَيْهِ بعد الرَّاحَة، كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أَن عِنْدِي دجاجاً وَأَنا آخذ من بيضهن فتحولن فِي صفة حجل، قلت: تَحت يدك غلْمَان كَانَت لَك مِنْهُم فَائِدَة صَارُوا يخبؤوا الْفَائِدَة وَيُنْكِرُونَ، قَالَ: صَحِيح، لِأَن الْأُنْثَى من الحجل تخبيء الْبيض لِئَلَّا يبصره الذّكر فيشربه.
رؤيا الحيوان
فصل: كل حَيَوَان دلّ على خير، أما إِذا اتلف أَو جرح إنْسَانا، أَو هدم حَائِطا، وَنَحْو ذَلِك، صَار حكمه حكم الْعَدو. وكل حَيَوَان دلّ على الردي إِذا أعْطى إنْسَانا مَا يدل على الْخَيْر، كالخبز أَو كاللبن أَو الْعَسَل، أَو انقذه من شدَّة فِي الْمَنَام أَو زرع لَهُ، أَو عاونه فِي فعل خير، أَو ركب عَلَيْهِ، أَو نجاه من نهر أَو طين، أَو قَاتل عَنهُ، أَو أعطَاهُ صُوفًا، وَنَحْو ذَلِك وحصلت لَهُ فَائِدَة من حَيْثُ لَا يحْتَسب، وَأمن من حَيْثُ يخَاف، وَصَارَ حكمه حكم الصّديق النافع. قَالَ المُصَنّف: انْظُر تحول الْحَيَوَان الْجيد. كَمَا قَالَ: لي إِنْسَان: رَأَيْت عِنْدِي ديكاً لَهُ قرنان نطحني وَمَا الْتفت عَلَيْهِ، قلت: أَنْت تحب امْرَأَة سمسار أَو مُؤذن أَو مُنَادِي وَعِنْده تغفل عَن زَوجته، قَالَ: نعم. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني صرت ديكاً وَأَنا وَاقِف على قُرُون ثَوْر وتحتي سلة فِيهَا دجَاجَة وَأَنا أنقرها وَهِي تعيط، قلت: أَن تؤذن على منارتين، وَتنظر إِلَى امْرَأَة فِي دَار، وَأَنت تنقر لَهَا بِكَلَام ردي، فاحترز، فافهمه. وَانْظُر مَا تحول إِلَيْهِ حَيَوَان الردي. كَمَا قَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أَن خنزيراً يعلمني أحرث فِي الأَرْض، قلت لَهُ: تتعلم الْخط على يَد نَصْرَانِيّ. وَقَالَ آخر: رَأَيْت قردة تراودني عَن نَفسهَا، فَلَمَّا دَنَوْت مِنْهَا أعطتني لؤلؤاً كبارًا، قلت: تزوجت امرأة عِنْدهَا فَسَاد، وَقد رزقت مِنْهَا أَوْلَادًا، لكِنهمْ يطلعون أَرْبَاب قُرْآن وَعلم وَخير، قَالَ: صَحِيح، وهم يَتلون كتاب الله تَعَالَى، قلت: وهم طوال الْأَعْمَار، وَذَلِكَ لكبر اللُّؤْلُؤ. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني غارق فِي طين وأطلب الْخَلَاص فَلم أقدر عَلَيْهِ فَرَأَيْت مسكت بأذنيه وخلصني من طين، قلت: كنت فِي سجن وأيست من الْخَلَاص، فجَاء إِلَى عنْدك رجل كثير الْحِيَل، وَقَالَ لَك احكي لي خبرك فحكيت لَهُ، وَسمع مِنْك، وَكَانَ الْخَلَاص على يَده. وَقَالَ آخر رَأَيْت أنني غارق فِي الْبَحْر وَإِلَى جَانِبي مركب وَكلما طلبت أمْسكهَا لأركب فِيهَا هربت مني فَبَقيت فِي شدَّة، فجَاء تمساح كَبِير فاتح فَاه فَقَالَ اركب على قفاي، فركبت فنجاني، قلت: تخلص من شدَّة على يَد عَدو، وتنجو من ذَلِك. فافهمه.
رؤيا ذبح الحيوان
فصل: وَأما من ذبح حَيَوَانا وعقره ليأكله، أَو لينْتَفع بِهِ النَّاس: كَانَ ذَلِك خيرا وَفَائِدَة، فَإِن كَانَ الذَّابِح ملكا أَو متوالياً نَالَتْ رَعيته بِهِ رَاحَة. قَالَ المُصَنّف: انْظُر هَذَا الذَّابِح إِن كَانَ لَهُ عَادَة بِمَا ذبح أَو لَا، وأعطه على مَا يَلِيق بِهِ. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أنني أذبح براغيثاً وآكلها، قلت: أَنْت تَأْكُل الفأر، قَالَ: نعم، وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني أذبح العصافير، قلت: أَنْت لحام، قَالَ: نعم، قلت: تخسر فِي معاشك لِأَنَّهَا دون صنعتك. فافهمه.
فصل: وَأما من ذبح حَيَوَان من غير مَحل الذّبْح، أَو ذبح حَيَوَان محرما، وأطعمه للنَّاس، فَهِيَ أَمْوَال حرَام. فَإِن كَانَ الذَّابِح قَاضِيا حكم بِالْبَاطِلِ، وَإِن كَانَ تَاجِرًا أَو رب معيشة فَمَا كسب فَحَرَام، وَأما إِن ذبح الْحَيَوَانَات المؤذية ليدفع أذاها عَن النَّاس كَانَ الذَّابِح للنَّاس فِيهِ رَاحَة. قَالَ المُصَنّف: إِذا ذبح الْحَيَوَان فِي مَوَاضِع لَا يَلِيق بِهِ، كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت عِنْدِي حَيَوَانا مَجْهُولا وَقد ضيق عليّ، ورائحته ردية، وَقد ذبحته فِي دبره، وَقد امْتَلَأَ الْمَكَان مِنْهُ، قلت لَهُ: عنْدك قناة قد انفسدت، وضيقت الْمَكَان وفتحتها مَلَأت الْمَكَان، قَالَ: صَحِيح. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني ذبحت كَبْشًا من أُذُنه وَوَقع إِلَى الأَرْض، قلت لَهُ: أتيت إِلَى جليل الْقدر نقلت إِلَيْهِ كلَاما ردياً، قلت لَهُ فِي أُذُنه فخاف من ذَلِك وَمرض، قَالَ: جرى ذَلِك. وَقَالَ لي بعض الْمُلُوك: رَأَيْت أنني أذبح إنْسَانا بقلم، قلت: هَذَا تَجْعَلهُ قَاضِيا، قَالَ: نعم، وَدَلِيله قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: (من ولي الْقَضَاء فقد ذبح بِغَيْر سكين). وَقَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أنني ذبحت حَيَوَانا فِي طهُور، قلت لَهُ: أَنْت عَازِب، قَالَ: نعم، قلت تتَزَوَّج، وترزق ولدا ذكرا وَيكبر حَتَّى تطهره، فَجرى ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني ذبحت كَبْشًا أضْحِية، قلت: سيفتح الله لَك بِمَال، وتضحي، فَجرى ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني ذبحت عجلاً وتصدقت بِلَحْمِهِ، قلت: عنْدك مَرِيض عَزِيز عَلَيْك، قَالَ: نعم، قلت: يعافى وَقد نذرت عَلَيْهِ نذرا، فَإِذا عوفي أوف بِنَذْرِك. فافهمه.
رؤيا الأضحية
فصل: وَأما ذبح الضَّحَايَا وَالنُّذُور وكل مَا كَانَ قربَة: فسرور وخلاص من شدَّة أَو مرض، وَيدل على الرفعة وَالْخَيْر. وَأما من ذبح حَيَوَانا لَا يَلِيق بِهِ الذّبْح، أَو تلوث ذَلِك الْمَكَان بِالدَّمِ، قَالَ المُصَنّف: انْظُر الْمَكَان الْمَذْبُوح فِيهِ وَأعْطِ الرَّائِي مَا يَلِيق بِهِ. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أنني ذبحت بقرة فِي وسط دَاري وَهِي صَغِيرَة عَن الْبَقَرَة، قلت لَهُ: ضربت امْرَأَة فِي ذَلِك الْمَكَان، وَغشيَ عَلَيْهَا، قَالَ: صَحِيح. وَقَالَت امْرَأَة: رَأَيْت أنني ذبحت خنزيراً فِي فِرَاشِي وتلوثت بدمه، قلت: نَام مَعَك فِي الْفراش رجل نَصْرَانِيّ.
رؤيا كلام الحيوان
فصل: كَلَام الْحَيَوَان للْإنْسَان أَو تحوله فِي صفة الْآدَمِيّ دَال على الصُّلْح مَعَ الْأَعْدَاء، والأمن من الْخَوْف، وَقَضَاء الْحَوَائِج، والاطلاع على الْأَخْبَار. قَالَ المُصَنّف: انْظُر الْكَلَام من الْحَيَوَان والتحول فِي أَي صفة كَانَ. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت عِنْدِي عجلاً صَار جملا، قلت لَهُ: لَك صديق يَهُودِيّ، قَالَ: نعم، قلت: يسلم، وَدَلِيله أَن الْيَهُود مَا يستحلوا ذبحه وَلَا أكله وَالْإِسْلَام يُبِيح ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت جملا يَصِيح لي، فَقلت لَهُ لبيْك وَوضعت يَدي فِي فَمه فمسكها قلت لَهُ أَنْت رجل مطالبي، ومسكت مرّة فِي ذَلِك، قَالَ: نعم، وَكَانَ دَلِيله أَن الْجمل يُسمى مَطِيَّة، وَقَالَ لَهُ لبيْك فَصَارَ مطالبي. وَقَالَ آخر: رَأَيْت حرذوناً مَقْطُوع الْوسط، وَهُوَ يناديني، قلت لَهُ: هَل أَجَبْته؟ قَالَ: لَا، قلت: امْرَأَة على قُبُور طلبت الْفساد وَلم تجب، قَالَ: نعم، وَكَانَ دَلِيله أَنَّك إِذا قسمت لفظ الحرذون يصير أَوله حر: وَهُوَ الْفرج، وذون: ذون.
فصل: وَأما من دخل بطن حَيَوَان أَو فَمه أَو فِي فرجه وَكَانَ مَرِيضا وَلم يخرج: لم يكن ذلك محمودا، وَإِن كَانَ سليما: مرض أَو سجن أَو جرت عَلَيْهِ آفَة أَو شدَّة، وَرُبمَا يكون ذَلِك فِي بلد الْحَيَوَان، أَو على يَد إِنْسَان من ذَلِك الْبَلَد، كمن عبر بطن فيل قُلْنَا لَهُ رُبمَا يحبس أَو يَنَالهُ شدَّة فِي الْهِنْد أَو على يَد هندي.
قَالَ المُصَنّف: انْظُر إِذا عبر فِي حَيَوَان من أَي جِهَة، ولاي شَيْء، وَتكلم عَلَيْهِ. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أنني عبرت بطن بقرة من فرجهَا، وَكَانَ فِي بَطنهَا أَوْلَادًا أخذت جُلُودهمْ، قلت لَهُ: عبرت على أَقوام نيام أَو مرضى أخذت قماشهم، قَالَ: صدقت. وَمثله رأى آخر لكنه قَالَ من فمها، قلت لَهُ: عبرت قبراً وجدت فِيهِ موتى أخذت أكفانهم، قَالَ: نعم. وَمثله قَالَ آخر، قلت لَهُ: دخلت على جمَاعَة فِي حمام عرايا أخذت قماشهم، قَالَ: صَحِيح.
رؤيا جلود الحيوانات
وجلود الْحَيَوَان وأصوافها وَأَشْعَارهَا وأوبارها كلهَا أرزاق وأموال وفوائد.
فصل: السُّجُود للحيوانات دَال على خدمَة من دلّ الْحَيَوَان عَلَيْهِ، وعَلى فَسَاد دين الساجد أَو بدعته، وَأما سُجُود الْحَيَوَان للْإنْسَان فَهُوَ رفْعَة وَخير ولَايَة وتذلل لَهُ الْأُمُور الصعاب. قَالَ المُصَنّف: انْظُر لمن سجد الْحَيَوَان، وَمن سجد لَهُ. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان رَأَيْت قطة تجيب لي رغيفاً بعد رغيف من دَار مَعْرُوفَة، وَأَنا أَسجد لَهَا، قلت لَهُ: ثمَّ امْرَأَة تسرق من أهل الْمنزل وتعطيك، وَأَنت تشكرها، قَالَ: نعم. وَقَالَ آخر: رَأَيْت فأراً صَغِيرا خلف جرذان كَبِير وَأَنا أَسجد للصَّغِير دون الْكَبِير، قلت: أَنْت تحب ابْن حفار الْقُبُور أَو ابْن حجار أَو ابْن نقاب وتخدمه، قَالَ: نعم، وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني صرت كركياً وَأَنا وَاقِف على فَرد رجل، قلت لَهُ: تصير حارساً أَو ناطوراً، فَصَارَ كَذَلِك، لِأَن هَذِه الطُّيُور لَهَا ناطور كَذَلِك، فافهمه. وَأما من طلب حَاجَة من الْحَيَوَان فَيدل على طلب حَاجَة من اللئام. قَالَ المُصَنّف: إِنَّمَا دلّ طلب الْحَاجة من الْحَيَوَان على طلب من اللئام لأَنهم لَا يعرجون على قَوْله وَلَا يفهموه.
فصل: وَأما من بلع حَيَوَانا حَيا: تزوج إِن كَانَ أعزب أَو تحمل زَوجته أَو سريته، وَلمن عِنْده حَامِل دَلِيل على ولد، فَإِن كَانَ بلع ذكرا فالحمل ذكر وَإِلَّا فَلَا، وَرُبمَا أحب أَو اعتقل من دلّ الْحَيَوَان عَلَيْهِ، فَإِن كَانَ أضرّ بالبالع أَو أثقله: مرض البالع أَو تنكد، فَإِن أخرجه: زَالَ ذَلِك جَمِيعه وَالله أعلم. قَالَ المُصَنّف: انْظُر مَا بلع من الْحَيَوَان وَتكلم عَلَيْهِ. قال إنسان: رَأَيْت أنني بلعت مُصحفا، قلت: تحفظ الْقُرْآن، لكَونه صَار فِي صَدره. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني بلعت ديكاً، قلت: هَل آذَاك، قَالَ: لَا لكنني فرحت بِهِ، قلت لَهُ: أخليت بعض منازلك لعابد كثير السَّهْو بِاللَّيْلِ وَكثير الذّكر، قَالَ: نعم، هُوَ عِنْدِي. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني أبلع سَمَكَة وَهِي تقف فِي حلقي، قلت: يَقع فِي عظمك عظم سَمَكَة أَو قشرها وتجد ضَرَر ذَلِك ووجعه، فَكَانَ كَذَلِك.